واما عيينة بن حصن فأخذ عجوزا من عجائز هوازن وقال حين أخذها أرى عجوزا إني لأحسب لها في الحي نسبا وعسى أن يعظم فداؤها، فلما رد رسول الله ﷺ السبايا بست فرائض أبى أن يردها، فقال له زهير بن صرد: خذها عنك فو الله ما فوها ببارد، ولا ثديها بناهد، ولا بطنها يوالد، ولا زوجها بواجد، ولا درها بماكد، إنك ما أخذتها والله بيضاء غريرة ولا نصفا وثيرة فردها بست فرائض] قال الواقدي. ولما قسم رسول الله ﷺ الغنائم بالجعرانة أصاب كل رجل أربع من الإبل وأربعون شاة
وقال سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر أن رجلا ممن شهد حنين قال والله إني لأسير الى جنب رسول الله ﷺ على ناقة لي وفي رجلي نعل غليظة إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله ﷺ ويقع حرف نعلى على ساق رسول الله ﷺ فأوجعه، فقرع قدمي بالسوط وقال «أوجعتني فتأخر عنى» فانصرفت فلما كان الغد إذا رسول الله ﷺ يلتمسنى قال قلت هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله ﷺ بالأمس، قال فجئته وأنا أتوقع فقال «إنك أصبت رجلي بالأمس فأوجعتنى فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لأعوضك منها» فأعطانى ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني، والمقصود من هذا أن رسول الله ﷺ رد إلى هوازن سبيهم بعد القسمة كما دل عليه السياق وغيره،
وظاهر سياق حديث عمرو بن شعيب الّذي أورده محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ رد الى هوازن سبيهم قبل القسمة، ولهذا لما رد السبي وركب علقت الاعراب برسول الله ﷺ يقولون له اقسم علينا فيئنا حتى اضطروه الى سمرة فخطفت رداءه فقال «ردوا على ردائي أيها الناس فو الّذي نفسي بيده لو كان لكم عدد هذه العضاة نعما لقسمته فيكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا» كما رواه البخاري عن جبير بن مطعم بنحوه وكأنهم خشوا أن يرد الى هوازن أموالهم كما رد اليهم نساءهم وأطفالهم فسألوه قسمة ذلك فقسمها ﵊ بالجعرانة كما أمره الله ﷿ وآثر أناسا في القسمة وتألف أقواما من رؤساء القبائل وأمرائهم فعتب عليه أناس من الأنصار حتى خطبهم وبين لهم وجه الحكمة فيما فعله تطييبا لقلوبهم، وتنقد بعض من لا يعلم من الجهلة والخوارج كذي الخويصرة وأشباهه قبحه الله كما سيأتي تفصيله وبيانه في الأحاديث الواردة في ذلك وبالله المستعان.
قال الامام أحمد حدثنا عارم ثنا معتمر بن سليمان سمعت أبى يقول ثنا السميط السدوسي عن أنس بن مالك قال: فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم، ثم النعم، قال ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا قال فلم نلبث أن انكشف خيلنا وفرت الاعراب ومن نعلم من الناس، قال فنادى رسول الله ﷺ يا للمهاجرين يا للمهاجرين يا للأنصار؟ - قال أنس هذا حديث