للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قلت بل أنت فاجلس عليها. قال «بل أنت» فجلست وجلس رسول الله بالأرض، قال قلت في نفسي والله ما هذا بأمر ملك، ثم قال «إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا (١)» قال قلت بلى! قال (أو لم تكن تسير في قومك بالمرباع) قال قلت بلى! قال «فان ذلك لم يكن يحل لك في دينك» قال قلت أجل! والله. قال وعرفت أنه بنى مرسل يعلم ما يجهل ثم قال «لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه إنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم». قال: فأسلمت، قال فكان عدي يقول مضت اثنتان وبقيت الثالثة والله لتكونن وقد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت، ورأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت، وأيم الله لتكونن الثالثة ليفيض المال حتى لا يوجد من يأخذه. هكذا أورد ابن إسحاق هذا السياق بلا اسناد وله شواهد من وجوه أخر.

فقال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت سماك بن حرب سمعت عباد ابن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم. قال: جاءت خيل رسول الله وأنا بعقرب (٢) فأخذوا عمتي وناسا فلما أتوا بهم رسول الله قال فصفوا له. قالت: يا رسول الله بان الوافد وانقطع الولد وأنا عجوز كبيرة ما بى من خدمة فمنّ عليّ من الله عليك. فقال: ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الّذي فر من الله ورسوله، قالت فمنّ على فلما رجع ورجل إلى جنبه - نرى أنه على - قال سليه حملانا قال فسألته فامر لها قال عدي فاتتنى فقالت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها وقالت ايته راغبا أو راهبا فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه. قال فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم منه فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر. فقال له: يا عدي بن حاتم ما أفرّك؟ أفرك أن يقال لا إله إلا الله فهل من إله إلا الله، ما أفرك؟ أفرك أن يقال الله أكبر فهل شيء هو أكبر من الله ﷿، فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال إن المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى. قال ثم سألوه فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل ارتضخ امرؤ بصاع ببعض صاع بقبضة ببعض قبضة قال شعبة - وأكثر علمي أنه قال بتمرة بشق تمرة - وإنّ أحدكم لاقى الله فقاتل ما أقول ألم أجعلك سميعا بصيرا ألم أجعل لك مالا


(١) الركوسية. هو دين بين النصارى والصابئين ذكره في النهاية تفسيرا لهذا الخبر.
(٢) كذا في الأصول ولعلها عقرباء: كورة من كور دمشق، ومكان باليمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>