للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من عبادة ربه ﷿ ودعوة الخلق اليه والأرض التي قصدها بالهجرة أرض الشام وهي التي قال الله ﷿ ﴿إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ﴾ قاله أبى بن كعب وأبو العالية وقتادة وغيرهم * وروى العوفيّ عن ابن عباس قوله ﴿إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ﴾ مكة ألم تسمع الى قوله ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ﴾.

وزعم كعب الأحبار أنها حران * وقد قدمنا عن نقل أهل الكتاب أنه خرج من أرض بابل هو وابن أخيه لوط وأخوه ناحور وامرأة إبراهيم سارة وامرأة أخيه ملكا فنزلوا حران فمات تارح أبو إبراهيم بها وقال السدي انطلق إبراهيم ولوط قبل الشام فلقى إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على أن لا يغيرها رواه ابن جرير وهو غريب * والمشهور أنها ابنة عمه هاران الّذي تنسب اليه حران ومن زعم أنها ابنة أخيه هاران أخت لوط كما حكاه السهيليّ عن القتيبي والنقاش فقد أبعد النجعة وقال بلا علم وادعى ان تزويج بنت الأخ كان إذ ذاك مشروعا فليس له على ذلك دليل. ولو فرض ان هذا كان مشروعا في وقت كما هو منقول عن الربانيين من اليهود فان الأنبياء لا تتعاطاه والله أعلم * ثم المشهور ان إبراهيم لما هاجر من بابل خرج بسارة مهاجرا من بلاده كما تقدم والله أعلم. وذكر أهل الكتاب أنه لما قدم الشام أوحى الله اليه إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك فابتنى إبراهيم مذبحا لله شكرا على هذه النعمة وضرب قبته شرقى بيت المقدس ثم انطلق مرتحلا الى التيمن وأنه كان جوع أي قحط وشدة وغلاء فارتحلوا الى مصر وذكروا قصة سارة مع ملكها وان إبراهيم قال لها قولي أنا أخته وذكروا خدام الملك إياها هاجر. ثم أخرجهم منها فرجعوا الى بلاد التيمن يعنى أرض بيت المقدس وما والاها ومعه دواب وعبيد وأموال * وقد قال البخاري حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبى هريرة قال لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات ثنتان منهن في ذات الله قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا﴾ وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له هاهنا رجل معه امرأة من أحسن الناس فأرسل اليه وسأله عنها فقال من هذه قال أختى فأتى سارة فقال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختى فلا تكذبيني فأرسل اليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعى الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعى الله لي ولا أضرك فدعا بعض حجبته فقال إنك لم تأتنى بإنسان وانما أتيتنى بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلى فأومأ بيده مهيم فقالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر * قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بنى ماء السماء. تفرد به من هذا الوجه موقوفا * وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار عن عمرو بن على الفلاس عن عبد الوهاب الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>