للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بما ذكرناه من الأحاديث الواردة في ذلك ولم يكن بين حجة الوداع وبين وفاة رسول الله إلا أحد وثمانون يوما وقد شهد الحجة ما ينيف عن أربعين ألف صحابى قولا منه وفعلا فلو كان قد نهى عن القران في الحج الّذي شهده منه الناس لم ينفرد به واحد من الصحابة ويرده عليه جماعة منهم ممن سمع منه ولم يسمع فهذا كله مما يدل على أن هذا هكذا ليس محفوظا عن معاوية والله أعلم.

وقال أبو داود ثنا احمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرنى حيوة أخبرنى أبو عيسى الخراساني عن عبد الله بن القاسم خراسانى عن سعيد بن المسيب أن رجلا من أصحاب النبي أنى عمر ابن الخطاب فشهد أنه سمع رسول الله في مرضه الّذي قبض فيه ينهى عن العمرة قبل الحج وهذا الاسناد لا يخلو عن نظر ثم ان كان هذا الصحابي عن معاوية فقد تقدم الكلام على ذلك ولكن في هذا النهى عن المتعة لا القران. وان كان في غيره فهو مشكل في الجملة لكن لا على القران والله أعلم.

ذكر مستند من قال: أنه أطلق الإحرام ولم يعين حجا ولا عمرة أولا ثم بعد ذلك صرفه إلى معين وقد حكى عن الشافعيّ أنه الأفضل إلا أنه قول ضعيف.

قال الشافعيّ : أنبأنا سفيان أنبأنا ابن طاوس وإبراهيم بن ميسرة وهشام بن حجير سمعوا طاوسا. يقول: خرج رسول الله من المدينة لا يسمى حجا ولا عمرة ينتظر القضاء فنزل عليه القضاء وهو بين الصفا والمروة فأمر أصحابه من كان منهم من أهل بالحج ولم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة. وقال: «لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لما سقت الهدى ولكن لبدت رأسي وسقت هديي فليس لي محل إلا محل هديي فقام اليه سراقة بن مالك. فقال: يا رسول الله اقض لنا قضاء كأنما ولدوا اليوم أعمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد. فقال رسول الله : «بل للأبد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة» قال: فدخل عليّ من اليمن فسأله النبي بم أهللت؟ فقال: أحدهما لبيك إهلال النبي .

وقال الآخر: لبيك حجة النبي وهذا مرسل طاوس وفيه غرابة وقاعدة الشافعيّ أنه لا يقبل المرسل بمجرده حتى يعتضد بغيره اللهمّ إلا أن يكون عن كبار التابعين كما عول عليه كلامه في الرسالة لأن الغالب أنهم لا يرسلون إلا عن الصحابة والله أعلم وهذا المرسل ليس من هذا القبيل بل هو مخالف للأحاديث المتقدمة كلها أحاديث الافراد وأحاديث التمتع وأحاديث القران وهي مسندة صحيحة كما تقدم فهي مقدمة عليه ولأنها مثبتة أمرا نفاه هذا المرسل والمثبت مقدم على النافي لو تكافئا فكيف والمسند صحيح والمرسل من حيث لا ينهض حجة لانقطاع سنده والله تعالى أعلم:

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس الأصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا محاضر حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. قالت: خرجنا مع رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>