للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

احمد أيضا حدثنا أسود بن عامر ثنا أبو محياة يحيى بن يعلى التيمي عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس. أن النبي صلى الظهر يوم التروية بمنى وصلى الغداة يوم عرفة بها. وقد رواه أبو داود عن زهير بن حرب عن أحوص عن جواب عن عمار بن رزيق عن سليمان بن مهران الأعمش به ولفظه صلى رسول الله الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى. وأخرجه الترمذي عن الأشج عن عبد الله بن الأجلح عن الأعمش بمعناه. وقال ليس هذا مما عده شعبة فيما سمعه الحكم عن مقسم. وقال الترمذي ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن الأجلح عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس قال: صلى بنا رسول الله بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم غدا الى عرفات. ثم قال: وإسماعيل بن مسلم قد تكلم فيه. وفي الباب عن عبد الله بن الزبير وأنس ابن مالك. وقال الامام احمد (١) عمن رأى النبي أنه راح الى منى يوم التروية والى جانبه بلال بيده عود عليه ثوب يظلل به رسول الله يعنى من الحر - تفرد به احمد وقد نص الشافعيّ على أنه ركب من الأبطح الى منى بعد الزوال ولكنه إنما صلى الظهر بمنى فقد يستدل له بهذا الحديث والله أعلم. وتقدم في حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. قال: فحلّ الناس كلهم وقصروا إلا النبي ومن كان معه هدى فلما كان يوم التروية توجهوا الى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة له من شعر فضربت له بنمرة فسار رسول الله ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس. وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي، ودماء الجاهلية موضوعة وان أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث وكان مسترضعا في بنى سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهنّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحد تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.

وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد إنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال: بإصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها على الناس، اللهمّ اشهد اللهمّ اشهد اللهمّ اشهد ثلاث مرات.

وقال أبو عبد الرحمن النسائي أنبأنا على بن


(١) في التيمورية: بياض بين احمد وبين عمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>