فقربت اليه شرابا. فاما كان صائما وأما كان لا يريده فرده. فأقبلت على رسول الله ﵌ تضاحكه.
فقال أبو بكر بعد وفاة النبي ﵌ لعمر: انطلق بنا الى أم أيمن نزورها، فلما انتهينا اليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله قالت: والله ما أبكى أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكى أن الوحي انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان. ورواه مسلم منفردا به عن زهير بن حرب عن عمرو بن عاصم به. وقال موسى بن عقبة في قصة وفاة رسول الله ﷺ وخطبة أبى بكر فيها. قال: ورجع الناس حين فرغ أبو بكر من الخطبة وأم أيمن قاعدة تبكى، فقيل لها ما يبكيك؟ قد أكرم الله نبيه ﵌ فأدخله جنته، وأراحه من نصب الدنيا. فقالت إنما أبكى على خبر السماء كان يأتينا غضا جديدا كل يوم وليلة، فقد انقطع ورفع، فعليه أبكى.
فعجب الناس من قولها. وقد قال مسلم بن الحجاج في صحيحه وحدثت عن أبى اسامة.
وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو اسامة حدثني يزيد بن عبد الله عن أبى بردة عن أبى موسى عن النبي ﵌. قال:«إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا يشهد لها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر اليها فأقر عينه بهلكها حين كذبوه وعصوا أمره». تفرد به مسلم اسنادا ومتنا.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف ابن موسى ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبى رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله - هو ابن مسعود عن النبي ﵌. قال:«إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتى السلام».
قال وقال رسول الله ﵌:«حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض عليّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».
ثم قال البزار لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه.
قلت: وأما أوله وهو
قوله ﵇:«إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتى السلام» فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الأعمش كلاهما عن عبد الله بن السائب عن أبيه به.
وقد قال الامام احمد حدثنا حسين بن على الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبى الأسود الصنعاني عن أوس بن أوس. قال قال رسول الله ﵌:«من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فان صلاتكم معروضة عليّ». قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يعنى قد بليت -. قال:
«إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ﵈». وهكذا رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله وعن الحسن بن على، والنسائي عن إسحاق بن منصور ثلاثتهم عن حسين بن على به. ورواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة عن حسين بن على عن جابر عن أبى الأشعث