بسهمه وأجره، ولما رجع زوجه بأختها أم كلثوم أيضا ولهذا كان يقال له ذو النورين، ثم ماتت عنده في شعبان سنة تسع ولم تلد له شيئا. وقد
قال رسول الله ﷺ«لو كانت عندي ثالثة لزوجتها عثمان»
وفي رواية قال رسول الله ﷺ«لو كن عشرا لزوجتهن عثمان» وأما فاطمة فتزوجها ابن عمها على ابن أبى طالب في صفر سنة اثنتين، فولدت له الحسن والحسين، ويقال ومحسن، وولدت له أم كلثوم وزينب. وقد تزوج عمر بن الخطاب في أيام ولايته بأم كلثوم بنت على بن أبى طالب من فاطمة وأكرمها إكراما زائدا أصدقها أربعين ألف درهم لأجل نسبها من رسول الله ﷺ، فولدت له زيد ابن عمر بن الخطاب. ولما قتل عمر بن الخطاب تزوجها بعده ابن عمها عون بن جعفر فمات عنها، فخلف عليها أخوه محمد فمات عنها، فتزوجها أخوهما عبد الله بن جعفر فماتت عنده. وقد كان عبد الله بن جعفر تزوج بأختها زينب بنت على وماتت عنده أيضا وتوفيت فاطمة بعد رسول الله ﷺ بستة أشهر على أشهر الأقوال. وهذا الثابت عن عائشة في الصحيح، وقاله الزهري أيضا وأبو جعفر الباقر وعن الزهري بثلاثة أشهر. وقال أبو الزبير بشهرين. وقال أبو بريدة عاشت بعده سبعين من بين يوم وليلة. وقال عمرو بن دينار مكثت بعده ثمانية أشهر. وكذا قال عبد الله بن الحارث. وفي رواية عن عمرو بن دينار بأربعة أشهر. وأما إبراهيم فمن مارية القبطية كما قدمنا، وكان ميلاده في ذي الحجة سنة ثمان. وقد روى عن ابن لهيعة وغيره عن عبد الرحمن بن زياد. قال: لما حبل بإبراهيم أتى جبريل فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم، إن الله قد وهب لك غلاما من أم ولدك مارية، وأمرك أن تسميه إبراهيم، فبارك الله لك فيه وجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة. وروى الحافظ أبو بكر البزار عن محمد بن مسكين عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن عقيل ويزيد بن أبى حبيب عن الزهري عن أنس قال: لما ولد للنّبيّ ﷺ ابنه إبراهيم وقع في نفسه منه شيء، فأتاه جبريل فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم. وقال أسباط عن السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن قال: سألت أنس ابن مالك قلت كم بلغ إبراهيم بن النبي ﷺ من العمر؟ قال قد كان ملأ مهده، ولو بقي لكان نبيا ولكن لم يكن ليبق لأن نبيكم ﷺ آخر الأنبياء. وقد قال الامام احمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن السدي عن أنس بن مالك قال: لو عاش إبراهيم بن النبي ﷺ لكان صديقا نبيا. وقال أبو عبيد الله بن مندة: ثنا محمد بن سعد ومحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عثمان العبسيّ ثنا منجاب ثنا أبو عامر الأسدي ثنا سفيان عن السدي عن أنس قال: توفى إبراهيم بن النبي ﷺ وهو ابن ستة عشر شهرا.
فقال رسول الله:«ادفنوه في البقيع فان له مرضعا يتم رضاعه في الجنة» وقال أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس قال:
ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق