للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان بمكة مع سادته آل العباس، وكان ينحت القداح، وقصته مع الخبيث أبى لهب حين جاء خبر وقعة بدر تقدمت ولله الحمد. ثم هاجر وشهد أحدا وما بعدها، وكان كاتبا، وقد كتب بين يدي على ابن أبى طالب بالكوفة، قاله المفضل بن غسان الغلابي. وشهد فتح مصر في أيام عمر، وقد كان أولا للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنّبيّ وعتقه وزوجه مولاته سلمى، فولدت له أولادا وكان يكون على ثقل النبي ،

وقال الامام احمد ثنا محمد بن جعفر وبهز قالا: ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبى رافع عن أبى رافع أن رسول الله بعث رجلا من بنى مخزوم على الصدقة، فقال لأبى رافع أصحبنى كيما تصيب منها، فقال لا حتى آتى رسول الله فأسأله، فأتى رسول الله فسأله فقال: «الصدقة لا تحل لنا، وإن مولى القوم منهم» وقد رواه الثوري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الحكم به.

وروى أبو يعلى في مسندة عنه أنه أصابهم برد شديد وهم بخيبر، فقال رسول الله «من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له»

قال أبو رافع: فلم أجد من يلحفنى معه، فأتيت رسول الله فألقى عليّ لحافه، فنمنا حتى أصبحنا، فوجد رسول الله عند رجليه حية فقال «يا أبا رافع اقتلها اقتلها» وروى له الجماعة في كتبهم، ومات في أيام عليّ .

ومنهم أنسة بن زيادة بن مشرح، ويقال أبو مسرح، من مولدي السراة مهاجري شهد بدرا فيما ذكره عروة والزهري وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق والبخاري وغير واحد. قالوا وكان ممن يأذن على النبي إذا جلس، وذكر خليفة بن حياط في كتابه قال قال على بن محمد عن عبد العزيز بن أبى ثابت عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: استشهد يوم بدر أنسة مولى رسول الله . قال الواقدي: وليس هذا بثبت عندنا، ورأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا أيضا وبقي زمانا وأنه توفى في حياة أبى بكر أيام خلافته.

ومنهم أيمن بن عبيد بن زيد الحبشي ونسبه ابن مندة الى عوف بن الخزرج وفيه نظر، وهو ابن أم أيمن بركة أخو أسامة لأمه قال ابن إسحاق: وكان على مطهرة النبي ، وكان ممن ثبت يوم حنين، ويقال إن فيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ قال الشافعيّ: قتل أيمن مع النبي يوم حنين. قال فرواية مجاهد عنه منقطعة - يعنى بذلك ما رواه الثوري عن منصور عن مجاهد عن عطاء عن أيمن الحبشي قال:

لم يقطع النبي السارق إلا في المجن، وكان ثمن المجن يومئذ دينار - وقد رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة عن هارون بن عبد الله عن أسود بن عامر عن الحسن بن صالح عن منصور عن الحكم عن مجاهد، وعطاء عن أيمن عن النبي نحوه. وهذا يقتضي تأخر موته عن النبي إن لم يكن الحديث مدلسا عنه، ويحتمل أن يكون أريد غيره، والجمهور كابن

<<  <  ج: ص:  >  >>