قال الحافظ ابن عساكر أنبأنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع الصوفي أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا احمد بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون أنبأنا أبو مالك الأشجعي عن يوسف بن ميمون عن نافع مولى رسول الله ﷺ. قال سمعت رسول الله ﷺ يقول:«لا يدخل الجنة شيخ زان، ولا مسكين متكبر، ولا منان بعمله على الله ﷿».
ومنهم نفيع، ويقال مسروح، ويقال نافع بن مسروح. والصحيح نافع بن الحارث بن كلدة ابن عمرو بن علاج بن سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قيس، وهو ثقيف (١) أبو بكرة الثقفي. وأمه سمية أم زياد. تدلى هو وجماعة من العبيد من سور الطائف، فأعتقهم رسول الله ﷺ وكان نزوله في بكرة فسماه رسول الله ﷺ أبا بكرة. قال أبو نعيم: وكان رجلا صالحا آخى رسول الله ﷺ بينه وبين أبى برزة الأسلمي.
قلت: وهو الّذي صلّى عليه بوصيته اليه، ولم يشهد أبو بكرة وقعة الجمل، ولا أيام صفين، وكانت وفاته في سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة اثنتين وخمسين.
ومنهم واقد، أو أبو واقد مولى رسول الله ﷺ.
قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم حدثنا الحسين بن محمد ثنا الهيثم ابن حماد عن الحارث بن غسان عن رجل من قريش من أهل المدينة عن زاذان عن واقد مولى النبي ﷺ قال قال رسول الله ﷺ:«من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن».
ومنهم هرمز أبو كيسان، ويقال هرمز أو كيسان، وهو الّذي يقال فيه طهمان كما تقدم.
وقد قال ابن وهب ثنا على بن عباس عن عطاء بن السائب عن فاطمة بنت على أو أم كلثوم بنت على قالت: سمعت مولى لنا يقال له هرمز يكنى أبا كيسان. قال سمعت رسول الله ﷺ يقول:«إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة، وإن موالينا من أنفسنا فلا تأكلوا الصدقة».
وقد رواه الربيع بن سليمان عن أسد بن موسى عن ورقاء عن عطاء بن السائب قال: دخلت على أم كلثوم فقالت إن هرمز أو كيسان حدثنا أن رسول الله. قال:«إنا لا نأكل الصدقة».
وقال أبو القاسم البغوي ثنا منصور بن أبى مزاحم ثنا أبو حفص الأبار عن ابن أبى زياد عن معاوية قال: شهد بدرا عشرون
(١) في الخلاصة: نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قيس بن ثقيف الثقفي أبو بكرة. وقد ترجمهم جميعا ترجمة طويلة مفصلة صحيحة الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء الّذي يطبع الآن.