كأنما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت جميعا ليس بالطويل ولا بالقصير ولا العاجز ولا اللأم (١) كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر لم أر قبله ولا بعده مثله * وقال يعقوب بن سفيان، ثنا سعيد بن منصور: ثنا نوح بن قيس الحراني، ثنا خالد بن خالد الميمى عن يوسف بن مازن المازني أن رجلا قال لعلى: يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله، قال: كان أبيض مشربا حمرة ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار * وقال الامام أحمد: ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك، عن ابن عمير قال شريك: قلت له عمن يا أبا عمير (عمن حدثه) قال: عن نافع بن جبير عن أبيه عن على قال: كان رسول الله ضخم الهامة مشربا حمرة شثن الكفين والقدمين ضخم اللحية طويل المسربة ضخم الكراديس يمشى في صبب يتكفأ في المشية لا قصير ولا طويل لم أر قبله مثله ولا بعده، وقد روى لهذا شواهد كثيرة عن على، وروى عن عمر نحوه * وقال الواقدي: ثنا بكير بن مسمار عن زياد بن سعد قال:
سألت سعد بن أبى وقاص هل خضب رسول الله؟ قال: لا ولا هم به، كان شيبة في عنفقته وناصيته لو أشاء أن أعدها لعددتها * قلت: فما صفته؟ قال كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم ولا بالسبط ولا بالقطط، وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا، مشربا بحمرة، شثن الأصابع، شديد سواد الرأس واللحية * وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: ثنا أبو محمد عبد الله ابن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا يحيى بن حاتم العسكري، ثنا بسر بن مهران، ثنا شريك عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: إن أول شيء علمته من رسول الله قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه، وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر. وذكر تمام الحديث وطوافه ﵇ بالبيت وصلاته عنده هو وخديجة وعلى بن أبى طالب، وأنهم سألوا العباس عنه فقال: هذا هو ابن أخى محمد بن عبد الله وهو يزعم أن الله أرسله إلى الناس *
وقال الامام أحمد: ثنا جعفر، ثنا عوف بن أبى جميلة، عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله في النوم في زمن ابن عباس قال: وكان يزيد يكتب المصاحف، قال:
فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله في النوم، قال ابن عباس: فأن رسول الله ﷺ كان يقول:
«إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بى، فمن رآني فقد رآني» هل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الّذي رأيت؟ قال: قلت: نعم، رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض، حسن
(١) اللأم الشديد من كل شيء. كما في مستدرك تاج العروس ناسبا لابن سيده. فيكون المعنى: ليس بالعاجز ولا الشديد. انتهى عن فضيلة الشيخ حبيب الله الشنقيطى.