يضربونى، فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا، فقال:
أسمعتم أول السلام؟ قالوا: نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما أشخصك بأبينا وأمنا، فقال:
أشفقت هذه الجارية أن تضربوها، فقال صاحبها: هي حرة لوجه الله لممشاك معها، فبشرهم رسول الله بالخير والجنة. ثم قال: لقد بارك الله في العشرة: كسا الله نبيه قميصا ورجلا من الأنصار قميصا وأعتق الله منها رقبة وأحمد الله هو الّذي رزقنا هذا بقدرته * هكذا رواه الطبراني وفي إسناده أيوب بن نهيك الحلبي وقد ضعفه أبو حاتم، وقال أبو زرعة منكر الحديث، وقال الأزدي متروك * وقال الامام أحمد: ثنا عفان، ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت:
يا رسول الله إن لي حاجة، فقال: يا أم فلان انظري أي الطرق شئت فقام معها يناجيها حتى قضت حاجتها، وهكذا رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة * وثبت في الصحيحين من حديث الأعمش عن أبى حازم عن أبى هريرة قال: ما عاب رسول الله ﷺ طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه * وقال الثوري عن الأسود بن قيس عن شيخ العوفيّ (١) عن جابر قال: أتانا رسول الله في منزلنا فذبحنا له شاة فقال: كأنهم علموا أنا نحب اللحم الحديث، وقال محمد بن إسحاق عن يعقوب ابن عتبة عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدّث كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء، وهكذا رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه من حديث محمد بن إسحاق به * وقال أبو داود: حدثنا سلمة بن شعيب، ثنا عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن محمد الأنصاري عن ربيح بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده أبى سعيد الخدريّ أن رسول الله ﷺ كان إذا جلس احتبى بيده * ورواه البزار في مسندة ولفظه: كان إذا جلس نصب ركبتيه واحتبى بيديه، ثم قال أبو داود: ثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل قالا: ثنا عبد الرحمن بن حسان العنبري، حدثني جدتاى صفية ودحيبة ابنتا عليبة قال موسى ابنة حرملة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما أنها رأت رسول الله ﷺ وهو قاعد القرفصاء قالت:
فلما رأيت رسول الله المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق * ورواه الترمذي في الشمائل وفي الجامع عن عبد بن حميد عن عفان بن مسلم بن عبد الله بن حسان به. وهو قطعة من حديث طويل قد ساقه الطبراني بتمامه في معجمه الكبير * وقال البخاري: ثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله ﷺ: كان يحدث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه. قال البخاري: وقال الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرنى عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت:
(١) لعله شقيق الكوفي، وهو شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي أحد سادة التابعين، وقد أخذ عنه الأسود بن قيس.