طريق جابر الجعفي - وهو ضعيف - عن عبد الرحمن بن سابط (١) عن جابر بن عبد الله مرفوعا مثله سواء، وقد وقع ما أخبر به في هذا الحديث فإنه ﵁ قتل شهيدا وهو قائم يصلّى الفجر في محرابه من المسجد النبوي، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام * وقد تقدم حديث أبى ذر في تسبيح الحصا في يد أبى بكر ثم عمر ثم عثمان،
وقوله ﵇: هذه خلافة النبوة *
وقال نعيم بن حماد:
ثنا عبد الله بن المبارك، أنا خرج بن نباتة عن سعيد بن جهمان عن سفينة قال: لما بنى رسول الله ﷺ مسجد المدينة جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال رسول الله ﷺ: هؤلاء يكونون خلفاء بعدي * وقد تقدم في
حديث عبد الله بن حوالة قوله ﷺ: ثلاث من نجا منهن فقد نجا، موتى، وقتل خليفة مضطهد، والدجال، وفي حديثه الآخر، الأمر باتباع عثمان عند وقوع الفتنة *
وثبت في الصحيحين من حديث سليمان بن بلال عن شريك ابن أبى نمير عن سعيد بن المسيب عن أبى موسى قال: توضأت في بيتي، ثم خرجت فقلت:
لأكونن اليوم مع رسول الله ﷺ، فجئت المسجد فسألت عنه فقالوا: خرج وتوجه هاهنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أريس - وما بها من جريد - فمكثت عند بابها حتى علمت أن النبي ﷺ قد قضى حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه فإذا هو قد جلس على قف بئر أريس فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه، فرجعت إلى الباب وقلت: لأكونن بواب رسول الله ﷺ، فلم أنشب أن دق الباب فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: على رسلك، وذهبت إلى النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبى بكر: ادخل ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، قال:
فدخل حتى جلس إلى جنب النبي ﷺ في القف على يمينه ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع النبي ﷺ، قال: ثم رجعت وقد كنت تركت أخى يتوضأ وقد كان قال لي: أنا على إثرك، فقلت:
إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر، قلت: على رسلك، قال: وجئت النبي ﷺ، فسلمت عليه وأخبرته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس مع رسول الله ﷺ على يساره، وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي ﷺ وأبو بكر، قال: ثم رجعت فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، يريد أخاه، فإذا تحريك الباب، فقلت:
من هذا؟ قال: عثمان بن عفان، قلت: على رسلك، وذهبت إلى رسول الله فقلت: هذا عثمان
(١) هو عبد الرحمن بن سابط القرشي الجمحيّ المكيّ. وفي احدى النسختين عبد الرحمن بن سليطه التصحيح من التيمورية.