مؤمل في روايته بعد قوله: واتخذ سيفا من خشب واقعد في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية * ورواه الامام أحمد أيضا والترمذي وابن ماجة من حديث عبد الله بن عبيد الديليّ عن عديسة بنت أهبان بن صيفي عن أبيها به، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد، كذا قال، وقد تقدم من غير طريقه *
وقال البخاري: ثنا عبد العزيز الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذبه * وعن ابن شهاب: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل ابن معاوية مثل حديث أبى هريرة هذا، وقد روى مسلم حديث أبى هريرة من طريق إبراهيم بن سعد كما رواه البخاري، وكذلك حديث نوفل بن معاوية بإسناد البخاري ولفظه، ثم
قال البخاري:
ثنا محمد بن كثير، أخبرنى سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: ستكون أثرة وأمور تنكرونها، فقالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الّذي عليكم وتسألون الله الّذي لكم * ورواه مسلم من حديث الأعمش به *
وقال الامام أحمد: حدثنا روح، ثنا عثمان الشحام، ثنا سلمة بن أبى بكرة عن أبى بكرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: إنها ستكون فتنة ثم تكون فتنة، ألا فالماشى فيها خير من الساعي إليها، والقاعد فيها خير من القائم فيها، ألا والمضطجع فيها خير من القاعد، ألا فإذا نزلت فمن كان له غنم فليلحق بغنمه، ألا ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ألا ومن كانت له إبل فليلحق بأبله، فقال رجل من القوم: يا نبي الله جعلني الله فداك، أرأيت من ليست له غنم ولا أرض ولا إبل كيف يصنع؟ قال: ليأخذ سيفه ثم ليعمد به إلى صخرة، ثم ليدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهمّ هل بلغت، إذ قال رجل: يا رسول الله جعلني الله فداك، أرأيت إن أخذ بيدي مكرها حتى ينطلق بى إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين؟ - شك عثمان - فيحذفنى رجل بسيفه فيقتلني، ماذا يكون من شأنى؟ قال: يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار * وهكذا رواه مسلم من حديث عثمان الشحام بنحوه، وهذا إخبار عن إقبال الفتن، وقد وردت أحاديث كثيرة في معنى هذا *
وقال الامام أحمد: حدثنا يحيى بن إسماعيل، ثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة - يعنى في مسيرها إلى وقعة الجمل - وبلغت مياه بنى عامر ليلا، نبحت الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، فقالت: ما أظننى إلا راجعة، فقال بعض من كان معها:
بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، قالت: إن رسول الله ﷺ قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب * ورواه أبو نعيم بن حماد في الملاحم