للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم قالوا لم يسمع الحسن من أبى هريرة *

ورواه ابو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم في تفسيره من حديث أبى جعفر الرازيّ عن قتادة عن الحسن عن أبى هريرة فذكر مثل لفظ الترمذي سواء بدون زيادة في آخره ورواه ابن جرير في تفسيره عن بشر عن يزيد عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة مرسلا.

وقد يكون هذا أشبه والله أعلم. ورواه الحافظ أبو بكر البزار والبيهقي من حديث أبى ذر الغفاريّ عن النبي ولكن لا يصح اسناده والله أعلم *

وقد تقدم عند صفة العرش من حديث الأوعال ما يخالف هذا في ارتفاع العرش عن السماء السابعة وما يشهد له. وفيه وبعد ما بين كل سماءين خمسمائة عام، وكثفها أي سمكها خمسمائة عام *

وأما ما ذهب اليه بعض المتكلمين على حديث (طوقه من سبع أرضين) انها سبعة أقاليم. فهو قول يخالف ظاهر الآية والحديث الصحيح وصريح كثير من ألفاظه مما يعتمد من الحديث الّذي أوردناه من طريق الحسن عن أبى هريرة. ثم انه حمل الحديث والآية على خلاف ظاهرهما بلا مستند ولا دليل والله أعلم. وهكذا ما يذكره كثير من أهل الكتاب وتلقاه عنهم طائفة من علمائنا من أن هذه الأرض من تراب والتي تحتها من حديد والأخرى من حجارة من كبريت والأخرى من كذا فكل هذا إذا لم يخبر به ويصح سنده الى معصوم فهو مردود على قائله. وهكذا الأثر المروي عن ابن عباس انه قال في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كابراهيمكم فهذا ذكره ابن جرير مختصرا واستقصاه البيهقي في الأسماء والصفات وهو محمول ان صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس عن الإسرائيليات والله أعلم *

وقال الامام أحمد حدثنا يزيد حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبى سليمان عن أنس بن مالك عن النبي قال لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد. قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار. قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الريح. قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله تفرد به أحمد *

وقد ذكر أصحاب الهيئة اعداد جبال الأرض في سائر بقاعها شرقا وغربا، وذكروا طولها وبعد امتدادها وارتفاعها وأوسعوا القول في ذلك بما يطول شرحه هنا. وقد قال الله تعالى ﴿وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ﴾ قال ابن عباس وغير واحد الجدد الطرائق وقال عكرمة وغيره الغرايب الجبال الطوال السود. وهذا هو الشاهد من الجبال في سائر الأرض تختلف باختلاف بقاعها وألوانها. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الجودي على التعيين وهو جبل عظيم شرقى

<<  <  ج: ص:  >  >>