امتنعت أمه من الطعام والشراب أياما، فقال لها: تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء، إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلى. فنزلت هذه الآية. وأما حديث الشهادة للعشرة بالجنة فثبت في الصحيح عن سعيد بن زيد. وجاء من حديث سهيل عن أبيه عن أبى هريرة في قصة حراء ذكر سعد بن أبى وقاص منهم.
وقال هشيم وغير واحد عن مجالد عن الشعبي عن جابر. قال: كنا مع رسول الله فأقبل سعد فقال رسول الله ﷺ: «هذا خالي فليرنى امرؤ خاله». رواه الترمذي.
وقال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب ابن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن ماعز التميمي عن جابر. قال: كنا مع رسول الله ﷺ إذا أقبل سعد فقال: «هذا خالي».
وثبت في الصحيح من حديث مالك وغيره عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه «أن رسول الله جاءه يعوده عام حجة الوداع من وجع اشتد به. فقلت: يا رسول الله إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا! قلت:
فالشطر يا رسول الله؟ قال: لا! قلت: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك. قلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابى؟ فقال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضربك آخرون. ثم قال: اللهمّ أمض لأصحابى هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد ابن خولة يرثى له رسول الله إن مات بمكة». ورواه أحمد عن يحيى بن سعيد عن الجعد بن أوس عن عائشة بنت سعد عن أبيها فذكر نحوه، وفيه قال:«فوضع يده على جبهته فمسح وجهه وصدره وبطنه وقال: اللهمّ اشف سعدا وأتم له هجرته». قال سعد: فما زلت يخيل إلى أنى أجد برده على كبدي حتى الساعة.
وقال ابن وهب: حدثني موسى بن على بن رباح عن أبيه أن رسول الله ﷺ عاد سعدا فقال:
«اللهمّ أذهب عنه الباس، إله الناس، ملك الناس، أنت الشافي لا شافي له إلا أنت، بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من حسد وعين، اللهم أصح قلبه وجسمه، واكشف سقمه وأجب دعوته».
وقال ابن وهب: أخبرنى عمرو عن بكر بن الأشج قال: سألت عامر بن سعد عن
قول رسول الله لسعد:«وعسى أن تبقى ينتفع بك أقوام ويضربك آخرون». فقال: أمر سعد على العراق فقتل قوما على الردة فضرهم، واستتاب قوما كانوا سجعوا سجع مسيلمة الكذاب فتابوا فانتفعوا به.
وقال الامام أحمد: حدثنا أبو المغيرة ثنا معاذ بن رفاعة حدثني على بن زيد عن القاسم أبى عبد الرحمن عن أبى أمامة. قال: جلسنا إلى رسول الله فذكّرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبى قاص فأكثر البكاء وقال: يا ليتني مت، فقال رسول الله ﷺ: «يا سعد إن كنت للجنة خلقت فما طال عمرك أو حسن