للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر أو عثمان بن عروة عن أبيه - يعنى عروة بن الزبير بن العوام - قال: قال لي أبى الزبير: أدنني من هذا اليماني - يعنى أبا هريرة - فإنه يكثر الحديث عن رسول الله ، قال: فأدنيته منه، فجعل أبو هريرة يحدث، وجعل الزبير يقول: صدق، كذلك صدق، كذب. قال: قلت يا أبة ما قولك صدق كذب؟ قال: يا بنى أما أن يكون سمع هذه الأحاديث من رسول الله فلا أشك، ولكن منها ما يضعه على مواضعه، ومنها ما وضعه على غير مواضعه. وقال على بن المديني عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبى اليسر بن أبى عامر.

قال: كنت عند طلحة بن عبيد الله إذ دخل رجل فقال: يا أبا محمد والله ما ندري هذا اليماني أعلم برسول الله منكم، أم يقول على رسول الله ما لم يسمع، أو ما لم يقل؟ فقال طلحة: والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إنا كنا قوما أغنياء، لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي رسول الله طرفي النهار ثم نرجع، وكان هو مسكينا لا مال له ولا أهل، وإنما كانت يده مع رسول الله ، وكان يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم وسمع ما لم نسمع. وقد رواه الترمذي بنحوه. وقال شعبة عن أشعث بن سليم عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب يحدث عن أبى هريرة فقيل له: أنت صاحب رسول الله وتحدث عن أبى هريرة؟ فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع، وإني إن أحدث عنه أحب إلى من أن أحدث عن رسول الله يعنى ما لم أسمعه منه - وقال مسلم بن الحجاج: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ ثنا مروان الدمشقيّ عن الليث بن سعد حدثني بكير بن الأشج. قال قال لنا بشر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فو الله لقد رأيتنا تجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم فأسمع بعض ما كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله ، وفي رواية يجعل ما قاله كعب عن رسول الله، وما قاله رسول الله عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا في الحديث. وقال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: أبو هريرة كان يدلس - أي يروى ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله ولا يميز هذا من هذا - ذكره ابن عساكر.

وكان شعبة يشير بهذا إلى حديثه «من أصبح جنبا فلا صيام له» فإنه لما حوقق عليه قال: أخبرنيه مخبر ولم أسمعه من رسول الله . وقال شريك عن مغيرة عن إبراهيم. قال: كان أصحابنا يدعون من حديث أبى هريرة، وروى الأعمش عن إبراهيم. قال: ما كانوا يأخذون بكل حديث أبى هريرة، وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يرون في أحاديث أبى هريرة شيئا، وما كانوا يأخذون بكل حديث أبى هريرة، إلا ما كان من حديث صفة جنة أو نار، أو حث على عمل صالح، أو نهى عن شرجاء القرآن به. وقد انتصر ابن عساكر لأبى هريرة وردّ هذا الّذي قاله إبراهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>