للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأشار إلى مكان هناك - فعلموه بشيء فقتل فيه الحسين. وقد روى عن كعب الأحبار آثار في كربلاء وقد حكى أبو الجناب الكلبي وغيره أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن: -

مسح الرسول جبينه … فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش … جده خير الجدود

وقد أجابهم بعض الناس فقال: -

خرجوا به وفدا إليه … فهم له شر الوفود

قتلوا ابن بنت نبيهم … سكنوا به ذات الخدود

وروى ابن عساكر أن طائفة من الناس ذهبوا في غزوة إلى بلاد الروم فوجدوا في كنيسة مكتوبا

أترجو أمة قتلت حسينا … شفاعة جده يوم الحساب؟

فسألوهم: من كتب هذا؟ فقالوا: إن هذا مكتوب هاهنا من قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة سنة.

وروى أن الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم، فبرز لهم قلم من حديد فرسم لهم في الحائط بدم هذا البيت

أترجو أمة قتلت حسينا … شفاعة جده يوم الحساب؟

وقال الامام أحمد: حدثنا عبد الرحمن وعفان ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس. قال: «رأيت رسول الله في المنام نصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمى يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم». قال عمار: فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل في ذلك اليوم. تفرد به أحمد وإسناده قوى.

وقال ابن أبى الدنيا: حدثنا عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحويّ ثنا مهدي ابن سليمان ثنا على بن زيد بن جدعان. قال: استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال: قتل الحسين والله، فقال له أصحابه: لم يا ابن عباس؟ فقال: «رأيت رسول الله ومعه زجاجة من دم فقال: أتعلم ما صنعت أمتى من بعدي؟ قتلوا الحسين وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله».

فكتب ذلك اليوم الّذي قال فيه، وتلك الساعة، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة. وروى الترمذي عن أبى سعيد الأشج عن أبى خالد الأحمر عن رزين عن سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكى فقلت: ما يبكيك؟ فقالت:

رأيت رسول الله وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: «شهدت قتل الحسين آنفا»

<<  <  ج: ص:  >  >>