كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ [وَكَانَ كَثِيرَ الصلاة بالليل، وكان يسرج المصباح ويصلى ويبكى حتى الصباح، وكان يضع إصبعه في المصباح ويقول: حسّ يا أحنف، ما حملك على كذا؟ ما حملك على كذا؟ ويقول لِنَفْسِهِ: إِذَا لَمْ تَصْبِرْ عَلَى الْمِصْبَاحِ فَكَيْفَ تصبر على النار الكبرى؟ وقيل له: كيف سودك قومك وأنت أرذلهم خلقة؟ قال: لو عاب قومي الماء ما شربته، كان الأحنف من أمراء على يوم صفين، وهو الّذي صالح أهل بلخ على أربعمائة ألف دينار في كل سنة، وله وقائع مشهودة مشهورة، وقتل من أهل خراسان خلقا كثيرا في القتال بينهما، وانتصر عليهم][١] وقال الحاكم: وهو الّذي افتتح مروالروذ، وكان الحسن وابن سيرين في جيشه، وهو الّذي افتتح سمرقند وغيرها من البلاد، وَقِيلَ إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، عَنْ سَبْعِينَ سَنَةٍ، وَقِيلَ عَنْ أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ.