للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن ذكر النار لم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت كيف غفل لا إله إلا الله. وهكذا روى عن الحسن البصري وعمر مولى عفرة وجعفر الصادق نحو هذا وقوله ﴿وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً﴾ وقد قيل إنه كان الأب السابع وقيل العاشر. وعلى كل تقدير فيه دلالة على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته فالله المستعان. وقوله ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ دليل على أنه كان نبيا وأنه ما فعل شيئا من تلقاء نفسه بل بأمر ربه فهو نبي وقيل رسول وقيل ولى واغرب من هذا من قال كان ملكا قلت وقد أغرب جدا من قال هو ابن فرعون وقيل إنه ابن ضحاك الّذي ملك الدنيا ألف سنة. قال ابن جرير والّذي عليه جمهور أهل الكتاب أنه كان في زمن أفريدون ويقال إنه كان على مقدمة ذي القرنين الّذي قيل إنه كان أفريدون وذو الفرس هو الّذي كان في زمن الخليل. وزعموا أنه شرب من ماء الحياة فخلد وهو باق الى الآن. وقيل إنه من ولد بعض من آمن بإبراهيم وهاجر معه من ارض بابل وقيل اسمه ملكان وقيل أرميا بن خلقيا وقيل كان نبيا في زمن سباسب بن لهراسب قال ابن جرير وقد كان بين أفريدون وبين سباسب دهور طويلة لا يجهلها أحد من أهل العلم بالأنساب قال ابن جرير والصحيح أنه كان في زمن أفريدون واستمر حيا إلى أن أدركه موسى وكانت نبوة موسى في زمن منو شهر الّذي هو من ولد إيرج بن أفريدون أحد ملوك الفرس وكان اليه الملك بعد جده أفريدون لعهده وكان عادلا وهو أول من خندق الخنادق وأول من جعل في كل قرية دهقانا وكانت مدة ملكه قريبا من مائة وخمسين سنة ويقال انه كان من سلالة إسحاق بن إبراهيم وقد ذكر عنه من الخطب الحسان والكليم البليغ النافع الفصيح ما يبهر العقل ويحير السامع وهذا يدل على أنه من سلالة الخليل. والله أعلم. وقد قال الله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ﴾ الآية فأخذ الله ميثاق كل نبي على أن يؤمن بمن يجيء بعده من الأنبياء وينصره فلو كان الخضر حيا في زمانه لما وسعه إلا اتباعه والاجتماع به والقيام بنصره ولكان من جملة من تحت لوائه يوم بدر كما كان تحتها جبريل وسادات من الملائكة وقصارى الخضر أن يكون نبيا وهو الحق أو رسولا كما قيل أو ملكا فيما ذكر وأيا ما كان فجبريل رئيس الملائكة وموسى أشرف من الخضر ولو كان حيا لوجب عليه الايمان بمحمد ونصرته فكيف ان كان الخضر وليا كما يقوله طوائف كثيرون فأولى أن يدخل في عموم البعثة وأحرى ولم ينقل في حديث حسن بل ولا ضعيف يعتمد أنه جاء يوما واحدا الى رسول الله ولا اجتمع به وما ذكر من حديث التعزية فيه وان كان الحاكم قد رواه فاسناده ضعيف والله أعلم وسنفرد لخضر ترجمة على حدة بعد هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>