قال: قدم طاوس بمكة، فقدم أمير المؤمنين، فقيل لطاوس: إن من فضله ومن، ومن، فلو أتيته قال: ما لي إليه حاجة، فقالوا: إنا نخاف عليك، قال: فما هو إذا كما تقولون: وقال ابن جرير قال لي عطاء: جاءني طاوس فقال لي: يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونه حجابه. وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوه ووعدك الاجابة. وقال ابن جريج عن مجاهد عن طاوس ﴿أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ قال: بعيد من قلوبهم، وروى الأحجرى عن سفيان عن ليث قال قال لي طاوس: ما تعلمت من العلم فتعلمه لنفسك، فان الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس. وقال عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن الصلت بن راشد. قال: كنا عند طاوس فجاءه مسلم بن قتيبة بن مسلم، صاحب خراسان، فسأله عن شيء فانتهره طاوس، فقلت: هذا مسلم بن قتيبة بن مسلم صاحب خراسان، قال: ذاك أهون له على. وقال لطاوس: إن منزلك قد استرم، فقال: أمسينا.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس في قوله تعالى ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ قال: في أمور النساء، وليس يكون في شيء أضعف منه في النساء. وقال أبو بكر بن أبى شيبة: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس عن أبيه قال: لقي عيسى بن مريم ﵇ إبليس فقال إبليس لعيسى: أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك؟ قال: نعم، قال إبليس: فأوف بذروة هذا الجبل فتردّ منه. فانظر أتعيش أم لا. قال عيسى: أما علمت أن الله تعالى قال: لا يجربنى عبدي، فانى أفعل ما شئت. وفي رواية عن الزهري عنه قال قال عيسى: إن العبد لا يختبر ربه، ولكن الرب يختبر عبده، وفي رواية أخرى: إن العبد لا يبتلى ربه، ولكن الرب يبتلى عبده.
قال: فخصمه عيسى ﵇. وقال فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس قال: حج الأبرار على الرحال، رواه عبد الله بن أحمد عنه.
وقال الامام أحمد: حدثنا أبو ثميلة عن ابن أبى داود. قال: رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ولم يكلموا أحدا، وابتهلوا إلى الله تعالى في الدعاء. وقال: من لم يبخل ولم يل مال يتيم لم ينله جهد البلاء. روى عنه أبو داود الطيالسي، وقد رواه الطبراني عن محمد بن يحيى بن المنذر عن موسى بن إسماعيل عن أبى داود فذكره. وقال لابنه: يا بنى صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حسن عقله. وسأله رجل عن مسألة فانتهره، فقال: - يا أبا عبد الرحمن إني أخوك، قال: أخى من دون الناس؟. وفي رواية أن رجلا من الخوارج سأله فانتهره، فقال:
إني أخوك، قال: أمن بين المسلمين كلهم؟. وقال عفان عن حماد بن زيد عن أيوب قال: سأل