للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعض السلف كان من وجاهته أنه شفع في أخيه عند الله وطلب منه أن يكون معه وزيرا فأجابه الله الى سؤاله وأعطاه طلبته وجعله نبيا كما قال ﴿وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا﴾ ثم

قال البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا الأعمش سألت أبا وائل قال سمعت عبد الله قال قسم رسول الله قسما فقال رجل إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فأتيت النبي فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه * ثم قال يرحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر. وكذا رواه مسلم من غير وجه عن سليمان بن مهران الأعمش به.

وقال الامام أحمد حدثنا أحمد بن حجاج سمعت إسرائيل ابن يونس عن الوليد بن أبى هاشم مولى لهمدان عن زيد بن أبى زائد عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله لأصحابه لا يبلغني أحد عن أحد شيئا فانى أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر قال وأتى رسول الله مال فقسمه قال فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة فثبت حتى سمعت ما قالا. ثم أتيت رسول الله فقلت يا رسول الله إنك قلت لنا لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابى شيئا وانى مررت بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا فاحمر وجه رسول الله وشق عليه. ثم قال دعنا منك فقد أوذى موسى أكثر من ذلك فصبر. وهكذا رواه أبو داود والترمذي من حديث إسرائيل عن الوليد بن ابى هاشم به وفي رواية للترمذي ولأبى داود من طريق ابن عبد عن إسرائيل عن السدي عن الوليد به وقال الترمذي غريب من هذا الوجه. وقد ثبت في الصحيحين في أحاديث الاسراء أن رسول الله مر بموسى وهو قائم يصلى في قبره. ورواه مسلم عن أنس.

وفي الصحيحين من رواية قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي أنه مر ليلة اسرى به بموسى في السماء السادسة فقال له جبريل هذا موسى فسلم عليه قال فسلمت عليه فقال مرحبا بالنبيّ الصالح والأخ الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكى لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى. وذكر إبراهيم في السماء السابعة. وهذا هو المحفوظ وما وقع في حديث شريك ابن أبى نمر عن أنس من أن إبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقد ذكر غير واحد من الحفاظ أن الّذي عليه الجادة أن موسى في السادسة وإبراهيم في السابعة وانه مسند ظهره الى البيت المعمور الّذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون اليه آخر ما عليهم. واتفقت الروايات كلها على أن الله تعالى لما فرض على محمد وأمته خمسين صلاة في اليوم والليلة فمر بموسى قال ارجع الى ربك فسله التخفيف لأمتك فانى قد عالجت بنى إسرائيل قبلك أشد المعالجة وان أمتك أضعف اسماعا وابصارا وأفئدة فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله ﷿ ويخفف عنه في كل مرة حتى صارت الى خمس صلوات في اليوم والليلة وقال الله تعالى هي خمس وهي خمسون أي بالمضاعفة فجزى الله عنا محمدا خيرا وجزى الله عنا موسى خيرا.

وقال البخاري حدثنا مسدد حدثنا حصين

<<  <  ج: ص:  >  >>