عبد الله بن أحمد عنه أيضا قال: لأن أوتمن على بيت مال أحب إلى من أن أؤتمن على امرأة.
وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا هاشم بن الحارث حدثنا أبو المليح الرقى عن حبيب بن أبى مرزوق قال قال ميمون: وددت أن إحدى عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها، وأنى لم أل عملا قط.
قلت: ولا لعمر بن عبد العزيز؟ قال: ولا لعمر بن عبد العزيز، لا خير في العمل لا لعمر ولا لغيره.
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: ما عرضت قولي على عملي إلا وجدت من نفسي اعتراضا. وقال الطبراني: حدثنا المقدام بن داود حدثنا على بن معبد حدثنا خالد بن حيان حدثنا جعفر عن ميمون قال: قال لي ميمون: قل لي في وجهي ما أكره، فان الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره. وروى عبد الله ابن أحمد عنه في قوله تعالى: ﴿خافِضَةٌ رافِعَةٌ﴾ قال: تخفض أقواما وترفع آخرين. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني عيسى بن سالم حدثنا أبو المليح حدثنا بعض أصحابى قال: كنت أمشى مع ميمون فنظر فرأى علي ثوب كتان فقال: أما بلغك أنه لا يلبس الكتان إلا غنى أو غاو؟ وبهذا الاسناد سمعت ميمون بن مهران يقول: أول من مشت الرجال معه وهو راكب الأشعث بن قيس الكندي، ولقد أدركت السلف وهم إذا نظروا إلى رجل راكب ورجل يحضر معه، قالوا: قاتله جبار.
وقال عبد الله بن أحمد: بلغني عن عبد الله بن كريم بن حبان - وقد رأيته - حدثنا أبو المليح قال قال ميمون: ما أحب أن لي ما بين باب الرّها إلى حوران بخمسة دراهم. وقال ميمون: يقول أحدهم: اجلس في بيتك وأغلق عليك بابك وانظر هل يأتيك رزقك؟ نعم والله لو كان له مثل يقين مريم وإبراهيم ﵉، وأغلق عليه بابه، وأرخى عليه ستره، لجاءه رزقه. وقال: لو أن كل إنسان منا يتعاهد كسبه فلم يكسب إلا طيبا، فأخرج ما عليه، ما احتيج إلى الأغنياء، ولا احتاج الفقراء. وقال أبو المليح عن ميمون قال: ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إلى من تخفيفه عليه، فان قال: لم أقل، كان قوله لم أقل أحب إلى من ثمانية يشهدون عليه، فان قال: قلت ولم يعتذر، أبغضته من حيث أحببته. وقال: سمعت ابن عباس يقول: ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل، إن كان فوقى عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فان أرض الله واسعة.
وقال أبان بن أبى راشد القشيري: كنت إذا أردت الصائفة أتيت ميمون بن مهران أو دعه، فما يزيدني على كلمتين. اتّق الله ولا يغرنك طمع ولا غضب. وقال أبو المليح عن ميمون قال: العلماء هم ضالتي في كل بلدة، وهم أحبتى في كل مصر، ووجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء. وقال في قوله