الله ﷺ:«يقتتل عند حرتكم هذه ثلاثة كلهم ولد خليفة لا تصير إلى واحد منهم، ثم تقبل الرايات من خراسان فيقتلونكم مقتلة لم ير مثلها. ثم ذكر شيئا فإذا كان كذلك فأتوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي». ورواه بعضهم عن ثوبان فوقفه وهو أشبه والله أعلم.
وقال الامام أحمد: حدثني يحيى بن غيلان وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا راشد بن سعد حدثني يونس ابن يزيد عن ابن شهاب عن قبيصة هو ابن ذؤيب عن أبى هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال:
«يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيليا». وقد رواه البيهقي في الدلائل من حديث راشد بن سعد المصري، وهو ضعيف. ثم قال: قد روى قريبا من هذا عن كعب الأحبار وهو أشبه.
ثم رواه عن كعب أيضا قال:«تظهر رايات سود لبني العباس حتى ينزلوا الشام، ويقتل الله على أيديهم كل جبار وعدو لهم».
وروى إبراهيم بن الحسين عن ابن أبى أويس عن ابن أبى ذؤيب عن محمد بن عبد الرحمن العامري عن سهل عن أبيه عن أبى هريرة. أن رسول الله ﷺ قال للعباس:«فيكم النوبة وفيكم المملكة».
وروى عبد الله بن أحمد عن ابن معين عن عبيد بن أبى قرة عن الليث عن أبى قبيل عن أبى ميسرة مولى العباس قال سمعت العباس يقول: كنت عند رسول الله ﷺ ذات ليلة فقال: «انظر هل ترى في السماء من شيء؟ قلت: نعم! قال: ما تدري؟ قلت: الثريا، قال: أما إنه سيملك هذه الأمة بعددها من صلبك». قال البخاري: عبيد بن أبى قرة لا يتابع على حديثه. وروى ابن عدي من طريق سويد بن سعيد عن حجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال:«مررت برسول الله ﷺ ومعه جبريل وأنا أظنه دحية الكلبي، فقال جبريل لرسول الله ﷺ: إنه لوسخ الثياب، وسيلبس ولده من بعده السواد».
وهذا منكر من هذا الوجه، ولا شك أن بنى العباس كان السواد من شعارهم، أخذوا ذلك من دخول رسول الله ﷺ مكة يوم الفتح وعلى رأسه عمامة سوداء، فأخذوا بذلك وجعلوه شعارهم في الأعياد والجمع والمحافل. وكذلك كان جندهم لا بد أن يكون على أحدهم شيء من السواد، ومن ذلك الشر بوش الّذي يلبسه الأمراء إذا خلع عليهم. وكذلك دخل عبد الله بن على دمشق يوم دخلها وعليه السواد، فجعل النساء والغلمان يعجبون من لباسه، وكان دخوله من باب كيسان. وقد خطب الناس يوم الجمعة وصلى بهم وعليه السواد. وقد روى ابن عساكر عن بعض الخراسانية قال: لما صلى عبد الله بن على بالناس يوم الجمعة صلى إلى جانبي رجل فقال: الله أكبر، سبحانك اللهمّ ويحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، انظروا إلى عبد الله بن على ما أقبح وجهه وأشنع سواده؟! وشعارهم إلى يومك هذا كما تراه على الخطباء يوم الجمعة والأعياد.