شهاب قال قال داود «الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله فأوحى الله اليه إنك أتعبت الحفظة يا داود» ورواه أبو بكر بن أبى الدنيا عن على بن الجعد عن الثوري مثله وقال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد أنبأنا سفيان الثوري عن رجل عن وهب بن منبه قال ان في حكمة آل داود حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفضي فيها الى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلى بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فان هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب وحق على العاقل أن يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه * وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث زاد لمعاده ومرمة لمعاشه ولذة في غير محرم وقد رواه أبو بكر بن أبى الدنيا عن أبى بكر بن أبى خيثمة عن ابن مهدي عن سفيان عن أبى الأغر عن وهب بن منبه فذكره. ورواه أيضا عن على بن الجعد عن عمر بن الهيثم الرقاشيّ عن أبى الأغر عن وهب بن منبه فذكره وأبو الأغر هذا هو الّذي أبهمه ابن المبارك في روايته. قاله ابن عساكر وقال عبد الرزاق أنبأنا بشر بن رافع حدثنا شيخ من أهل صنعاء يقال له أبو عبد الله قال سمعت وهب بن منبه فذكر مثله. وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة داود ﵇ أشياء كثيرة مليحة منها قوله كن لليتيم كالأب الرحيم * واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد. وروى بسند غريب مرفوعا قال داود يا زارع السيئات أنت تحصد شوكها وحسكها وعن داود ﵇ أنه قال مثل الخطيب الأحمق في نادى القوم كمثل المغنى عند رأس الميت وقال أيضا ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى وقال انظر ما تكره أن يذكر عنك في نادى القوم فلا تفعله إذا خلوت. وقال لا تعدن أخاك بما لا تنجزه له فان ذلك عداوة ما بينك وبينه. وقال محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر الواقدي حدثني هشام بن سعد عن عمر مولى عفرة قال قالت يهود لما رأت رسول الله ﷺ يتزوج النساء انظروا الى هذا الّذي لا يشبع من الطعام ولا والله ما له همة الا الى النساء حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك فقالوا لو كان نبيا ما رغب في النساء وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه صلوات الله عليه وسلامه فقال ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ يعنى بالناس رسول الله ﷺ ﴿فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ يعنى ما أتى الله سليمان ابن داود كانت له ألف امرأة سبعمائة مهرية وثلاثمائة سرية وكانت لداود ﵇ مائة امرأة منهن امرأة أوريا أم سليمان بن داود التي تزوجها بعد الفتنة هذا أكثر مما لمحمد ﷺ. وقد ذكر الكلبي نحو هذا وانه كان لداود ﵇ مائة امرأة ولسليمان ألف امرأة منهن ثلاثمائة سرية (١)
وروى الحافظ في تاريخه في ترجمة صدقة الدمشقيّ الّذي يروى عن ابن عباس من طريق الفرج
(١) من هنا لآخر القصة لم يوجد في النسختين الموجودتين بالمكتبة المصرية