للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك دليل على كونها مربوبة مصنوعة مسخرة مقهورة ولهذا قال تعالى ﴿وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاُسْجُدُوا لِلّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ وثبت

في الصحيحين في صلاة الكسوف من حديث ابن عمر وابن عباس وعائشة وغيرهم من الصحابة أن رسول الله قال في خطبته يومئذ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ﷿ وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته».

وقال البخاري في بدء الخلق حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج حدثني أبو سلمة عن أبى هريرة عن النبي قال الشمس والقمر مكوران يوم القيامة انفرد به البخاري * وقد

رواه الحافظ أبو بكر البزار بأبسط من هذا السياق، فقال حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن زمن خالد بن عبد الله القسري في هذا المسجد مسجد الكوفة وجاء الحسن فجلس اليه فحدث قال حدثنا أبو هريرة أن رسول الله قال «إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة فقال الحسن وما دينهما فقال أحدثك عن رسول الله وتقول وما دينهما ثم قال البزار لا يروى عن أبى هريرة الا من هذا الوجه ولم يرو عبد الله الداناج عن ابى سلمة سوى هذا الحديث *

وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي من طريق يزيد الرقاشيّ وهو ضعيف عن أنس قال قال رسول الله الشمس والقمر ثوران عقيران في النار. وقال ابن ابى حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج وعمر بن عبد الله الأزدي حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن شيخ من بجيلة عن ابن عباس ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾. قال يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله ريحا دبورا فتضرمها نارا. فدلت هذه الآثار على أن الشمس والقمر من مخلوقات الله خلقها الله لما أراد * ثم يفعل فيها ما يشاء، وله الحجة الدافعة والحكمة البالغة فلا يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته وقدرته ومشيئته النافذة وحكمه الّذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب * وما أحسن ما أورده الامام محمد بن إسحاق بن يسار في أول كتاب السيرة من الشعر لزيد بن عمرو بن نفيل في خلق السماء والأرض والشمس والقمر وغير ذلك * قال ابن هشام هي لامية ابن أبى الصلت

الى الله اهدى مدحتي وثنائيا … وقولا رضيا (١) لا ينى الدهر باقيا

الى الملك الأعلى الّذي ليس فوقه … إله ولا رب يكون مدانيا

ألا ايها الإنسان إياك والردى … فإنك لا تخفى من الله خافيا

وإياك لا تجعل مع الله غيره … فان سبيل الرشد أصبح باديا


(١) قوله رضيا نعت لقولا وفي نسخة رصينا والرصين الثابت (محمود الامام).

<<  <  ج: ص:  >  >>