للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم … وأعلنتموا بالمنكرات العظائم

قضاتكم باعوا القضاء بدينهم … كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم

عدو لكم بالزور يشهد ظاهرا … وبالإفك والبرطيل مع كل قائم

سأفتح أرض الله شرقا ومغربا … وأنشر دينا للصليب بصارمى

فعيسى علا فوق السموات عرشه … يفوز الّذي والاه يوم التخاصم

وصاحبكم بالترب أودى به الثرى … فصار رفاتا بين تلك الرمائم

تناولتم أصحابه بعد موته … بسب وقذف وانتهاك المحارم

هذا آخرها لعن الله ناظمها وأسكنه النار، يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار يوم يدعو ناظمها ثبورا ويصلى نارا سعيرا، يوم يعض الظالم على يديه، يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا. إن كان مات كافرا وهذا جوابها لأبى محمد بن حزم الفقيه الظاهري الأندلسى قالها ارتجالا حين بلغته هذه الملعونة غضبا لله ولرسوله ولدينه كما ذكر ذلك من رآه، فرحمه الله وأكرم مثواه وغفر له خطاياه.

من المحتمى لله رب العوالم … ودين رسول الله من آل هاشم

محمد الهادي إلى الله بالتقى … وبالرشد والإسلام أفضل قائم

عليه من الله السلام مرددا … إلى أن يوافي الحشر كل العوالم

إلى قائل بالإفك جهلا وضلة … عن النقفور المفترى في الأعاجم

دعوت إماما ليس من أمرائه … بكفيه إلا كالرسوم الطواسم

دهته الدواهي في خلافته كما … دهت قبله الأملاك دهم الدواهم

ولا عجب من نكبة أو ملمة … تصيب الكريم الجدود الأكارم

ولو أنه في حال ماضى جدوده … لجرعتم منه سموم الاراقم

عسى عطفة لله في أهل دينه … تجدد منه دارسات المعالم

فخرتم بما لو كان فيكم حقيقة … لكان بفضل الله أحكم حاكم

إذن لاعترتكم خجلة عند ذكره … وأخرس منكم كل فاه مخاصم

سلبناكم كرا ففزتم بغرة … من الكر أفعال الضعاف العزائم

فطرتم سرورا عند ذاك ونشوة … كفعل المهين الناقص المتعالم

وما ذاك إلا في تضاعيف عقله … عريقا وصرف الدهر جم الملاحم

<<  <  ج: ص:  >  >>