حدثنا يحيى عن ابن أبى عروبة حدثنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبى هريرة عن النبي ﷺ قال (الأنبياء اخوة لعلات. ودينهم واحد وأمهاتهم شتى. وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع الى الحمرة والبياض سبط كان رأسه يقطر وان لم يصبه بلل بين مخصرتين فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويعطل الملل حتى يهلك في زمانه كلها غير الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان والغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضا فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه. ثم رواه احمد عن عفان عن همام عن قتادة عن عبد الرحمن عن أبى هريرة فذكر نحوه وقال فيمكث أربعين سنة. ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون. ورواه أبو داود عن هدبة بن خالد عن همام بن يحيى به نحوه.
وروى هشام بن عروة عن صالح مولى أبى هريرة عنه أن رسول الله ﷺ قال (فيمكث في الأرض أربعين سنة. وسيأتي بيان نزوله ﵇ في آخر الزمان في كتاب الملاحم كما بسطنا ذلك أيضا في التفسير عند قوله تعالى في سورة النساء ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾ وقوله ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ﴾ الآية) وانه ينزل على المنارة البيضاء بدمشق وقد أقيمت صلاة الصبح فيقول له امام المسلمين تقدم يا روح الله فصل فيقول لا بعضكم على بعض أمراء مكرمة الله هذه الأمة. وفي رواية فيقول له عيسى انما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلفه. ثم يركب ومعه المسلمون في طلب المسيح الدجال فيلحقه عند باب لد فيقتله بيده الكريمة. وذكرنا أنه قوى الرجاء حين بنيت هذه المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض وقد بنيت أيضا من اموال النصارى حين حرقوا التي هدمت وما حولها فينزل عليها عيسى ابن مريم ﵇ فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ولا يقبل من أحد إلا الإسلام وأنه يحج من فج الروحاء حاجا أو معتمرا أو لثنتيهما ويقيم أربعين سنة ثم يموت فيدفن فيما قيل في الحجرة النبويّة عند رسول الله ﷺ وصاحبيه. وقد ورد في ذلك حديث ذكره ابن عساكر في آخر ترجمة المسيح ﵇ في كتابه عن عائشة مرفوعا أنه يدفن مع رسول الله ﷺ وأبى بكر وعمر في الحجرة النبويّة ولكن لا يصح اسناده وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا زيد بن اخزم الطائي حدثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة حدثني أبو مودود المدني حدثنا عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم ﵈ يدفن معه. قال أبو مودود وقد بقي من البيت موضع قبر. ثم قال الترمذي هذا حديث حسن كذا قال. والصواب الضحاك بن عثمان المدني. وقال البخاري هذا الحديث لا يصح عندي ولا يتابع عليه وروى البخاري عن يحيى بن حماد عن أبى عوانة عن عاصم الأحول عن أبى عثمان النهدي عن سلمان قال الفترة ما بين عيسى ومحمد ﷺ ستمائة سنة وعن قتادة خمسمائة