الآخر ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال فالله أعلم.
وقال البخاري حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات قال سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم. وكذا رواه مسلم عن بندار ومن وجه آخر عن فرات به نحوه.
وقال البخاري حدثنا عمرو بن حفص حدثنا أبى حدثني الأعمش حدثني شقيق قال قال عبد الله هو ابن مسعود كأنى انظر إلى رسول الله ﷺ يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون رواه مسلم من حديث الأعمش به نحوه
وقال الامام أحمد حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبى سعيد الخدريّ قال وضع رجل يده اليمنى على النبي ﷺ فقال والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حمّاك فقال النبي ﷺ (إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر ان كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالقمل حتى يقتله وان كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباء فيجوبها وان كانوا ليفرحون بالبلاء كما يفرحون بالرخاء) هكذا رواه الامام أحمد من طريق زيد بن أسلم عن رجل عن أبى سعيد وقد رواه ابن ماجة عن دحيم عن ابن أبى فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد فذكره.
وقال الامام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان بن عاصم بن أبى النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء. ثم الصالحون. ثم الأمثل فالأمثل من الناس يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابة زيد في بلائه وان كان في دينه رقة خفف عليه ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على الأرض وما عليه خطيئة ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث عاصم بن أبى النجود. وقال الترمذي حسن صحيح وتقدم
في الحديث (نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى) والمعنى أن شرائعهم وان اختلفت في الفروع ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد ﷺ وعليهم أجمعين الا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الإسلام وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ وقال تعالى ﴿وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ وقال تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاِجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ﴾ الآية. فأولاد العلات أن يكون الأب واحدا والأمهات متفرقات فالأب بمنزلة الدين وهو التوحيد والأمهات بمنزلة الشرائع في اختلاف أحكامها كما قال تعالى ﴿لِكُلٍّ﴾