دعا قومه الى الدخول فيما دخل فيه فأبوا عليه حتى يحاكموه الى النار التي كانت باليمن قال ابن إسحاق حدثني أبو مالك بن ثعلبة بن أبى مالك القرظي قال سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث أن تبعا لما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك وقالوا لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا فدعاهم الى دينه وقال انه خير من دينكم قالوا تحاكمنا الى النار قال نعم قال وكانت باليمن فيما يزعم أهل اليمن نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه تأخذ الظالم ولا تضر المظلوم فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها حتى قعدوا للنار عند مخرجها الّذي تخرج منه فخرجت النار اليهم فلما أقلبت نحوهم حادوا عنها وهابوها فزجرهم من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر لها فصبروا حتى غشيتهم فأكلت الأوثان وما قربوا معها ومن حمل ذلك من رجال حمير وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما ولم تضرهما فاصفقت عند ذلك حمير على دينهما فمن هنالك كان أصل اليهودية باليمن.
قال ابن إسحاق وقد حدثني محدث أن الحبرين ومن خرج من حمير انما اتبعوا النار ليردوها وقالوا من ردها فهو أولى بالحق فدنا منها رجال حمير بأوثانهم ليردوها فدنت منهم لتأكلهم فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها فدنا منها الحبران بعد ذلك وجعلا يتلوان التوراة وهي تنقص عنهما حتى رداها لي مخرجها الّذي خرجت منه فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما والله أعلم أي ذلك كان. قال ابن إسحاق وكان رئام بيتا لهم يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون فيه إذ كانوا على شركهم فقال الحبران لتبع انما هو شيطان يفتنهم بذلك فخل بيننا وبينه قال فشأنكما به فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن كلبا أسود فذبحاه ثم هدما ذلك البيت فبقاياه اليوم كما ذكر لي بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه وقد ذكرنا في التفسير الحديث الّذي
ورد عن النبي ﷺ(لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم)
قال السهيليّ وروى معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ قال (لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة).
قال السهيليّ وقد قال تبع حين أخبره الحبران عن رسول الله ﷺ شعرا
شهدت على احمد انه … رسول من الله بارى النسم
فلو مد عمري الى عمره … لكنت وزيرا له وابن عم
وجاهدت بالسيف أعداءه … وفرجت عن صدره كل هم
قال ولم يزل هذا الشعر تتوارثه الأنصار ويحفظونه بينهم وكان عند أبى أيوب الأنصاري ﵁ وأرضاه * قال السهيليّ وذكر ابن أبى الدنيا في كتاب القبور أن قبرا حفر بصنعاء فوجد فيه امرأتان معهما لوح من فضة مكتوب بالذهب وفيه هذا قبر لميس وحبي ابنتي تبع ماتا وهما تشهد ان