للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله عند ذلك غضبا شديدا ثم قال: «والّذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله» فقلت يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض. فقال رسول الله : «إن الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم، ثم لما فرقهم [قبائل] جعلني في خيرهم قبيلة. ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فانا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا».

ورواه أبو بكر بن أبى شيبة عن ابن فضيل عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث عن ربيعة ابن الحارث قال بلغ النبي فذكره بنحو ما تقدم ولم يذكر العباس.

وقال يعقوب بن سفيان حدثني يحيى بن عبد الحميد حدثني قيس بن عبد الله عن الأعمش عن عليلة بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول الله : «إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله ﴿وَأَصْحابُ الْيَمِينِ﴾ وأصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا، فذلك قوله وأصحاب الميمنة ﴿وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ﴾ فانا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله ﴿وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾، فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب». وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة.

وروى الحاكم والبيهقي من حديث محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: إنا لقعود بفناء النبي إذ مرت به امرأة، فقال بعض القوم هذه ابنة رسول الله قال أبو سفيان: مثل محمد في بنى هاشم مثل الريحانة في وسط النتن. فانطلقت المرأة فأخبرت النبي فجاء رسول الله : يعرف في وجهه الغضب. فقال: «ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله خلق السماوات سبعا فاختار العلياء منها فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم، واختار من بنى آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بنى هاشم، واختارني من بنى هاشم فانا خيار من خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم» هذا أيضا حديث غريب. وثبت

في الصحيح أن رسول الله قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر»

وروى الحاكم والبيهقي أيضا من حديث موسى بن عبيدة حدثنا عمرو بن عبد الله بن نوفل عن الزهري عن أبى أسامة أو أبى سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله : «قال لي جبريل قلبت الأرض من مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمد، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بنى أب أفضل من بنى هاشم» قال الحافظ البيهقي وهذه الأحاديث وإن كان في رواتها من لا يحتج به فبعضها يؤكد بعضا ومعنى جميعها يرجع الى حديث واثلة بن الأسقع والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>