وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا محمد بن جبير حدثنا عدي بن أبى عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس قال قال رسول الله ﷺ «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فان ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس * ولما كان ذكر الله مطردة للشيطان عن القلب كان فيه تذكار للناس كما قال تعالى ﴿وَاُذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ﴾ «وقال صاحب موسى «وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ وقال تعالى ﴿فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾ يعنى الساقي لما قال له يوسف اذكرني عند ربك نسي الساقي أن يذكره لربه يعنى مولاه الملك. وكان هذا النسيان من الشيطان فلبث يوسف في السجن بضع سنين * ولهذا قال بعده ﴿وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ أي مدة * وقرئ بعد أمة أي نسيان. وهذا الّذي قلنا من أن الناسي هو الساقي هو الصواب من القولين كما قررناه في التفسير والله أعلم
وقال الامام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف رسول الله ﷺ قال عثر بالنبيّ ﷺ حماره فقلت نفس الشيطان فقال النبي ﷺ(لا تقل نفس الشيطان فإنك إذا قلت نفس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب) * تفرد به أحمد وهو إسناد جيد *
وقال أحمد حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ(إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فأيس به كما يئس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه * قال أبو هريرة وأنتم ترون ذلك. أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الا الله * وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله ﷿ تفرد به أحمد *
وقال الامام أحمد حدثنا ابن نمير حدثنا ثور يعنى ابن يزيد عن مكحول عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ«العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم» *
وقال الامام أحمد حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمدانيّ عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال (جاء رجل الى النبي ﷺ فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب الى من أن أتكلم به) فقال النبي ﷺ«الله أكبر الحمد لله الّذي رد كيده الى الوسوسة» * ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن أبى ذر به *
وقال البخاري حدثنا يحى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرنى عروة قال قال أبو هريرة قال رسول الله ﷺ «يأتى الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته * وهكذا رواه مسلم من حديث الليث ومن حديث الزهري وهشام بن عروة كلاهما عن عروة به * وقد قال الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ اِتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ وقال تعالى ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ وقال تعالى ﴿وَإِمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ وقال تعالى