معنا زادا فقلت يا أخى اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخى ومكثت عند البهم فاقبل طائران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه أهو هو؟ فقال نعم! فأقبلا يبتدرانى فاخذانى فبطحانى للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه. فاخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي ثم قال ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال ائتني بالسكينة فذرها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه خطه فخاطه وختم على قلبي بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة، فإذا أنا انظر الى الالف فوقى أشفق أن يخر على بعضهم. فقال لو أن أمته وزنت به لمال بهم ثم انطلقا فتركاني وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت الى أمى فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد لبس بى فقالت أعيذك بالله. فرحلت بعيرا لها وحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا الى أمى، فقالت أديت أمانتى وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها. وقالت إني رأيت خرج منى نور أضاءت منه قصور الشام» ورواه أحمد من حديث بقية بن الوليد به. وهكذا رواه عبد الله بن المبارك وغيره عن بقية بن الوليد به. وقد
رواه ابن عساكر من طريق أبى داود الطيالسي حدثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي أخبرنى عمير بن عمر بن عروة بن الزبير. قال سمعت عروة بن الزبير يحدث عن أبى ذر الغفاريّ قال قلت يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حين علمت ذلك واستيقنت أنك نبي؟ قال:«يا أبا ذر أتانى ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض، وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو؟ قال هو هو. قال زنه برجل فوزنني برجل فرجحته» وذكر تمامه، وذكر شق صدره وخياطته وجعل الخاتم بين كتفيه قال «فما هو الا أن وليا عنى فكأنما أعاين الأمر معاينة» ثم أورد ابن عساكر عن أبى بن كعب بنحو ذلك. ومن حديث شداد بن أوس بأبسط من ذلك. وثبت في صحيح مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ أتاه جبريل ﵇ وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب واستخرج منه علقة سوداء فقال هذا حظ الشيطان، ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون الى أمه - يعنى ظئره - فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. وقد رواه ابن عساكر من طريق ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن ثابت البناني عن أنس أن الصلاد فرضت بالمدينة، وأن ملكين أتيا رسول الله ﷺ فذهبا به الى زمزم فشقا بطنه فاخرجا حشوته في طشت من ذهب فغسلاه بماء زمزم ثم لبسا جوفه حكمة وعلما. ومن طريق ابن وهب أيضا عن يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن عبد الرحمن بن عامر بن عتبة بن أبى وقاص عن أنس قال: أتى رسول الله ﷺ ثلاث ليال قال خذوا خيرهم وسيدهم، فأخذوا رسول ﷺ فعمد به إلى زمزم فشق جوفه ثم أتى بتور من ذهب فغسل