للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت النبي (١) قال (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا. وان دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله قال أدركتم المبيت. وان لم يذكر اسم الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء. قال نعم *

وقال البخاري حدثنا محمد حدثنا عبدة حدثنا محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله «إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى يبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى يغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني الشيطان» أو (الشياطين) لا أدرى اى ذلك قال هشام * ورواه مسلم والنسائي من حديث هشام به *

وقال البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال رأيت رسول الله يشير الى المشرق فقال «ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان» * هكذا رواه البخاري منفردا به من هذا الوجه *

وفي السنن أن رسول الله نهى أن يجلس بين الشمس والظل. وقال إنه مجلس الشيطان» وقد ذكروا في هذا معاني. من أحسنها أنه لما كان الجلوس في مثل هذا الموضع فيه تشويه بالخلقة فيما يرى كان يحبه الشيطان لان خلقته في نفسه مشوه وهذا مستقر في الأذهان. ولهذا قال تعالى ﴿طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ﴾ الصحيح أنهم الشياطين لا ضرب من الحيات كما زعمه من زعمه من المفسرين والله أعلم * فان النفوس مغروز فيها قبح الشياطين وحسن خلق الملائكة وان لم يشاؤا. ولهذا قال تعالى ﴿طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ﴾ وقال النسوة لما شاهدن جمال يوسف ﴿حاشَ لِلّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾.

وقال البخاري حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر عن النبي قال (إذا استجنح) أو (كان جنح الليل) فكفوا صبيانكم فان الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فحلوهم (٢) وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا» ورواه أحمد عن يحيى عن ابن جريج وعنده فان الشيطان لا يفتح مغلقا.

وقال الامام احمد حدثنا وكيع عن قط (٣) عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله «أغلقوا أبوابكم وخمروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأطفئوا سرجكم فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء وان الفويسقة تضرم البيت على أهله يعنى الفأرة.

وقال البخاري حدثنا آدم حدثنا شعبة (٤) عن منصور عن سالم بن ابى الجعد عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتى


(١) قوله سمعت النبي إلخ بفتح التاء وهو استفهام من جابر عن الحديث الآتي فهو بيان لسؤال ابن الزبير جابرا. وجوابه قوله الآتي نعم
(٢) المراد من الحل بالحاء المهملة المفتوحة أخلاء سبيلهم
(٣) قوله عن قط كذا بالأصول وليس من الرواة من تسمى هذا
(٤) نسخة حدثنا منصور عن سالم محمود الامام.

<<  <  ج: ص:  >  >>