للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن حرب عن خالد بن عرعرة عن على بن أبى طالب. قال: لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب فدخل رسول الله من باب بنى شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه وأخذه رسول الله فوضعه، قال يعقوب بن سفيان أخبرنى أصبغ بن فرج أخبرنى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال لما بلغ رسول الله الحلم جمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلى رفعه. فقالوا: تعالوا تحكم أول من يطلع علينا، فطلع عليهم رسول الله وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ثم ارتقى هو فرفعوا اليه الركن فكان هو يضعه فكان لا يزداد على السن الأرضي حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي، فطفقوا لا ينحرون جزورا الا التمسوه فيدعو لهم فيها، وهذا سياق حسن، وهو من سير الزهري، وفيه من الغرابة قوله: فلما بلغ الحلم. والمشهور أن هذا كان ورسول الله عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الّذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار .

وقال موسى بن عقبة: كان بناء الكعبة قبل المبعث بخمس عشرة سنة. وهكذا قال مجاهد، وعروة، ومحمد بن جبير بن مطعم، وغيرهم. فالله أعلم.

وقال موسى بن عقبة: كان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة.

قلت: وكان الفجار وحلف الفضول في سنة واحدة إذ كان عمر رسول الله عشرون سنة.

وهذا يؤيد ما قال محمد بن إسحاق والله اعلم.

قال موسى بن عقبة: وانما حمل قريشا على بنائها ان السيول كانت تأتى من فوقها، من فوق الردم الّذي صفوه فخر به فخافوا ان يدخلها الماء. وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة.

فأرادوا ان يشيدوا بنيانها وان يرفعو بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا فأعدوا لذلك نفقة وعمالا. ثم غدوا اليها ليهدموها على شفق وحذر أن يمنعهم الّذي أرادوا. فكان أول رجل طلعها وهدم منها شيئا الوليد بن المغيرة فلما رأوا الّذي فعل الوليد تتابعوا فوضعوها فأعجبهم ذلك. فلما أرادوا أن يأخذوا في بنيانها احضروا عمالهم فلم يقدر رجل منهم أن يمضى امامه موضع قدم فزعموا انهم رأوا حية قد أحاطت بالبيت رأسها عند ذنبها. فأشفقوا منها شفقة شديدة، وخشوا ان يكونوا قد وقعوا مما عملوا في هلكة. وكانت الكعبة حرزهم ومنعتهم من الناس وشرفا لهم. فلما سقط في أيديهم والتبس عليهم أمرهم قام فيهم المغيرة ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فذكر ما كان من نصحه لهم وامره إياهم ان لا يتشاجروا ولا يتحاسدوا في في بنائها. وأن يقتسموها أرباعا. وان لا يدخلوا في بنائها مالا حراما. وذكر انهم لما عزموا على ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>