الله أن يذهب عنى ما أجد ويأتينا بالحيا، ويهب لي ولدا فقال النبي ﷺ: «اللهمّ أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال وبالإثم وبالعهر عفة وآته بالحيا وهب له ولدا» قال فاذهب الله عنى ما أجد وأخصبت عمان وتزوجت أربع حرائر وحفظت شطر القرآن، ووهب لي حيان بن مازن وأنشأ يقول:
إليك رسول الله خبت مطيتي … تجوب الفيافي من عمان الى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى … فيغفر لي ربى فارجع بالفلج
الى معشر خالفت في الله دينهم … فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجى
وكنت امرأ بالخمر والعهر مولعا … شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلنى بالخمر خوفا وخشية … وبالعهر احصانا فحصن لي فرجي
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي … فلله ما صومي ولله ما حجى
قال فلما أتيت قومي انبونى وشتموني، وأمروا شاعرا لهم فهجانى، فقلت إن رددت عليه فإنما اهجو نفسي. فرحلت عنهم فاتتنى منهم زلفة عظيمة وكنت القيم بأمورهم فقالوا يا ابن عم: عبنا عليك أمرا وكرهنا ذلك فان أبيت ذلك فارجع وقم بأمورنا وشأنك وما تدين به. فرجعت معهم وقلت:
لبغضكم عندنا مر مذاقته … وبغضنا عندكم يا قومنا لبن
لا يفطن الدهر ان بثت معايبكم … وكلكم حين يثنى عيبنا فطن
شاعرنا مفحم عنكم وشاعركم … في حدبنا مبلغ في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر … وفي قلوبكم البغضاء والإحن
قال مازن: فهداهم الله بعد الى الإسلام جميعا.
وروى الحافظ أبو نعيم من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول الله ﷺ ان امرأة بالمدينة كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر أبيض فوقع على حائط لهم، فقالت له لم لا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك، وتخبرنا ونخبرك؟ فقال لها إنه قد بعث نبي بمكة حرم الزنا ومنع منا القرار.
وقال الواقدي: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن على بن الحسين. قال: ان أول خبر قدم المدينة عن رسول الله ﷺ ان امرأة تدعى فاطمة كان لها تابع، فجاءها ذات يوم، فقام على الجدار فقالت ألا تنزل؟ فقال لا انه قد بعث الرسول الّذي حرم الزنا.
وأرسله بعض التابعين أيضا وسماه بابن لوذان وذكر انه كان قد غاب عنها مدة، ثم لما قدم عاتبته فقال انى جئت الرسول فسمعته يحرم الزنا فعليك السلام.
وقال الواقدي: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة. قال قال عثمان بن عفان: