ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق. قال: أول ذكر آمن برسول الله ﷺ وصلّى معه وصدقه على بن أبى طالب، وهو ابن عشر سنين وكان في حجر رسول الله ﷺ قبل الإسلام. قال الواقدي أخبرنا إبراهيم عن نافع عن ابن أبى نجيح عن مجاهد. قال: أسلم عليّ وهو ابن عشر سنين. قال الواقدي: واجمع أصحابنا على أن عليا أسلم بعد ما تنبأ رسول الله بسنة. وقال محمد بن كعب: أول من أسلم من هذه الأمة خديجة وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلى، وأسلم عليّ قبل أبى بكر، وكان على يكتم إيمانه خوفا من أبيه، حتى لقيه أبوه قال أسلمت؟ قال نعم! قال وازر ابن عمك وانصره. قال وكان أبو بكر الصديق أول من أظهر الإسلام. وروى ابن جرير في تاريخه من حديث شعبة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس. قال: أول من صلّى عليّ. وحدثنا عبد الحميد بن يحيى حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر. قال: بعث النبي ﷺ يوم الاثنين وصلّى عليّ يوم الثلاثاء. وروى من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن أبى حمزة - رجل من الأنصار - سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم مع رسول الله ﷺ على بن أبى طالب قال فذكرته للنخعى فأنكره. وقال: أبو بكر أول من أسلم. ثم
قال حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا العلاء عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي الا كاذب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين. وهكذا رواه ابن ماجة عن محمد بن إسماعيل الرازيّ عن عبيد الله بن موسى الفهميّ - وهو شيعي من رجال الصحيح - عن العلاء بن صالح الأزدي الكوفي - وثقوه، ولكن قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة - وقال على بن المديني روى أحاديث مناكير والمنهال بن عمرو ثقة. وأما شيخه عباد بن عبد الله - وهو الأسدي الكوفي. فقد قال فيه على بن المديني هو ضعيف الحديث، وقال البخاري فيه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات، وهذا الحديث منكر بكل حال، ولا يقوله على ﵁، وكيف يمكن أن يصلّى قبل الناس بسبع سنين؟ هذا لا يتصور أصلا والله أعلم. وقال آخرون: أول من أسلم من هذه الأمة أبو بكر الصديق، والجمع بين الأقوال كلها أن خديجة أول من أسلم من النساء وظاهر السياقات - وقيل الرجال أيضا - وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة، وأول من أسلم من الغلمان على بن أبى طالب. فإنه كان صغيرا دون البلوغ على المشهور، وهؤلاء كانوا إذ ذاك أهل البيت.
وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم إذ كان صدرا معظما، ورئيسا في قريش مكرما، وصاحب مال، وداعية إلى الإسلام. وكان محببا متألفا يبذل المال في طاعة الله ورسوله كما سيأتي تفصيله.
قال يونس عن ابن إسحاق ثم إن أبا بكر الصديق لقي رسول الله ﷺ فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا، وتسفيهك