من هذا الوجه * وفي قوله أدخلت ذريتك النار نكارة * فهذه طرق هذا الحديث عن أبى هريرة رواه عنه حميد بن عبد الرحمن وذكوان ابو صالح السمان وطاووس ابن كيسان وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمار بن أبى عمار ومحمد بن سيرين وهمام بن منبه ويزيد بن هرمز وابو سلمة بن عبد الرحمن * وقد
رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسندة من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ فقال حدثنا الحارث بن مسكين المصري حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن النبي ﷺ قال (قال موسى ﵇ يا رب أرنا آدم الّذي أخرجنا ونفسه من الجنة فأراه آدم ﵇ * فقال أنت آدم * فقال له آدم نعم قال أنت الّذي نفخ الله فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك الأسماء كلها * قال نعم * قال فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له آدم من أنت قال أنا موسى * قال أنت موسى نبيّ بنى إسرائيل أنت الّذي كلمك الله من وراء الحجاب فلم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه * قال نعم * قال تلومني على أمر قد سبق من الله ﷿ القضاء به قبل قال رسول الله ﷺ (فحج آدم موسى فحج آدم موسى) ورواه أبو داود عن أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب به. قال أبو يعلى، وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي حدثنا عمران عن الرديني عن أبى مجلز عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر قال أبو محمد أكبر ظني أنه رفعه * قال (التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم أنت أبو البشر أسكنك الله جنته وأسجد لك ملائكته. قال آدم. يا موسى أما تجده على مكتوبا * قال فحج آدم موسى فحج آدم موسى) وهذا الاسناد أيضا لا بأس به والله أعلم * وقد تقدم رواية الفضل بن موسى لهذا الحديث عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد * ورواية الامام أحمد له عن عفان عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن رجل * قال حماد أظنه جندب بن عبد الله البجلي عن النبي ﷺ(لقي آدم موسى) فذكر معناه * وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق * واحتج به قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادئ الرأى حيث قال فحج آدم موسى لما احتج عليه بتقديم كتابه وسيأتي الجواب عن هذا، وقال آخرون انما حجه لانه لامه على ذنب قد تاب منه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له * وقيل انما حجه لانه أكبر منه وأقدم * وقيل لانه أبوه * وقيل لأنهما في شريعتين متغايرتين * وقيل لأنهما في دار البرزخ وقد انقطع التكليف فيما يزعمونه * والتحقيق ان هذا الحديث روى بألفاظ كثيرة بعضها مروى بالمعنى. وفيه نظر. ومدار معظمها في الصحيحين وغيرهما على أنه لامه على إخراجه نفسه وذريته من الجنة فقال له آدم انا لم أخرجكم وانما