عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبى إدريس به نحوه. وهذا اسناد جيد على شرط مسلم ولم يخرجوه. وقال البزار وروى غير واحد عن ابن خثيم ولا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه.
وقال الامام احمد حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد عن موسى بن عبد الله عن أبى الزبير عن جابر. قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله ﷺ ورسول الله يواثقنا، فلما فرغنا قال رسول الله ﷺ«أخذت وأعطيت»
وقال البزار حدثنا محمد بن معمر حدثنا قبيصة حدثنا سفيان - هو الثوري - عن جابر - يعنى الجعفي - عن داود - وهو ابن أبى هند - عن الشعبي عن جابر - يعنى ابن عبد الله - قال قال رسول الله ﷺ للنقباء من الأنصار:«تؤوونى وتمنعوني؟» قالوا نعم قالوا فما لنا؟ قال «الجنة» ثم قال: لا نعلمه يروى الا بهذا الاسناد عن جابر، ثم قال ابن إسحاق عن معبد عن عبد الله عن أبيه كعب بن مالك. قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله ﷺ نتسلل تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ومعنا امرأتان من نسائنا نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بنى مازن بن النجار، وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بنى سلمة وهي أم منيع. وقد صرح ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه بأسمائهم وأنسابهم وما ورد في بعض الأحاديث أنهم كانوا سبعين، والعرب كثيرا ما تحذف الكسر، وقال عروة بن الزبير وموسى بن عقبة: كانوا سبعين رجلا وامرأة واحدة، قال منهم أربعون من ذوى أسنانهم، وثلاثون من شبابهم قال وأصغرهم أبو مسعود وجابر بن عبد الله.
قال كعب بن مالك: فلما اجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله ﷺ حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب فقال: يا معشر الخزرج -. قال وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها - إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزة من قومه، ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فان كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه اليه وما نعوه ممن خالفه فانتمو ما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنك مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده. قال فقلنا له قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، قال فتكلم رسول الله ﷺ فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام. قال:«أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» قال فاخذ البراء بن معرور بيده [و] قال نعم! فو الّذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب ورثناها كابرا عن كابر. قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله ﷺ