للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ» وقال تعالى «وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» وفي الدعاء المروي في الصحيح في دعاء الكرب «لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش الكريم. لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم».

وقال الامام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف ابن قيس عن عباس بن عبد المطلب قال كنا جلوسا مع رسول الله بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله «أتدرون ما هذا قال قلنا السحاب قال والمزن قال قلنا والمزن قال والعنان قال فسكتنا فقال هل تدرون كم بين السماء والأرض قال قلنا الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء الى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكشف كل سماء (١) مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض. ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بنى آدم شيء». هذا لفظ الامام أحمد. ورواه أبو داود وابن ماجة والترمذي من حديث سماك باسناده نحوه. وقال الترمذي هذا حديث حسن، وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك ووقفه

ولفظ أبى داود «وهل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا لا ندري» قال «بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتين أو ثلاثة وسبعون سنة» والباقي نحوه. وقال أبو داود حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، وأحمد بن سعيد الرباطي قالوا حدثنا وهب بن جرير. قال أحمد كتبناه من نسخته وهذا لفظه.

قال حدثنا أبى قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عقبة عن جبير بن محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه عن جده قال أتى رسول الله أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وجاعت العيال (٢) ونهكت الأموال وهلكت الأنعام.

فاستسق الله لنا فانا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك» قال رسول الله «ويحك أتدري ما تقول» وسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال «ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله إن عرشه على سماواته لهكذا» وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب. قال ابن بشار في


(١) (قوله وكشف كل سماء) بالشين المعجمة. والّذي في مسند الامام أحمد المطبوع بمصر كيف بالياء التحية. وفي العيني على البخاري منسوبا الى كتاب العرش لابن أبى شيبة. وكثف كل سماء بالثاء المثلثة. وهذا هو الصواب.
(٢) قوله وجاعت العيال هكذا في النسخ التي بأيدينا وفي نسخة أبى داود التي بأيدينا وضاعت العيال (محمود الامام).

<<  <  ج: ص:  >  >>