للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانوا نساء أم أتى لنفوسهم … من الله حين ساق والحين حالب

فكيف رأى عند اللقاء محمدا … بنو عمه والحرب فيها التجارب

ألم يغشكم ضربا يحار لوقعه … الجبان وتبدو بالنهار الكواكب

حلفت لئن عادوا لنصطلينهم … بحارا تردى تجربتها المقانب

كأنّ ضياء الشمس لمع ظباتها … لها من شعاع النور قرن وحاجب

وقالت عاتكة أيضا فيما نقله الأموي:

هلاّ صبرتم للنّبيّ محمد … ببدر ومن يغشى الوغى حق صابر

ولم ترجعوا عن مرهفات كأنها … حريق بأيدي المؤمنين بواتر

ولم تصبروا للبيض حتى أخذتموا … قليلا بأيدي المؤمنين المشاعر

ووليتموا نفرا وما البطل الّذي … يقاتل من وقع السلاح بنافر

أتاكم بما جاء النبيون قبله … وما ابن أخى البر الصدوق بشاعر

سيكفى الّذي ضيعتموا من نبيكم … وينصره الحيان عمرو وعامر

وقال طالب بن أبى طالب يمدح رسول الله ويرثى أصحاب القليب من قريش الذين قتلوا يومئذ من قومه وهو بعد على دين قومه إذ ذاك:

ألا إن عيني أنفذت دمعها سكبا … تبكّى على كعب وما إن ترى كعبا

ألا إن كعبا في الحروب تخاذلوا … وأرداهموا ذا الدهر واجترحوا ذنبا

وعامر تبكى للملمات غدوة … فيا ليت شعرى هل أرى لهم قربا (١)

فيا أخوينا عبد شمس ونوفل … فدى لكما لا تبعثوا بيننا حربا

ولا تصبحوا من بعدود وألفة … أحاديث فيها كلكم يشتكي النكبا

ألم تعلموا ما كان في حرب داحس … وحرب أبى يكسوم إذ ملئوا الشعبا (٢)

فلولا دفاع الله لا شيء غيره … لأصبحتموا لا تمنعون لكم سربا

فما إن جنينا في قريش عظيمة … سوى أن حمينا خير من وطئ التربا

أخا ثقة في النائبات مرزءا … كريما ثناه لا بخيلا ولا ذربا

يطيف به العافون يغشون بابه … يؤمون نهرا لا نزورا ولا صربا


(١) وأورد ابن هشام بعد هذا البيت:
هما أخواي لم يعدا لغيّة … تعد ولن يستام جارهما غصبا
(٢) كذا في الأصلين، وفي ابن هشام: وجيش أبى يكسوم إذ ملأ الشعبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>