للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ودعا جبير بن مطعم غلاما له حبشيا يقال له وحشي يقذف بحربة له قذف الحبشة قلما يخطئ بها فقال له: أخرج مع الناس، فان أنت قتلت حمزة عم محمد بعمى طعيمة بن عدي فأنت عتيق. قال فخرجت قريش بحدها وحديدها وجدها وأحابيشها ومن تابعها من بنى كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة وأن لا يفروا، وخرج أبو سفيان صخر بن حرب وهو قائد الناس ومعه زوجته هند بنت عتبة بن ربيعة وخرج عكرمة بن أبى جهل بزوجته ابنة عمه أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة وخرج عمه الحارث بن هشام بزوجته فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه بن الحجاج وهي أم ابنه عبد الله بن عمرو وذكر غيرهم ممن خرج بامرأته قال: وكان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة أو مرت به تقول ويها أبا دسمة اشف واشتف. يعنى تحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب. قال: فاقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة، فلما سمع بهم رسول الله والمسلمون قال لهم قد رأيت والله خيرا رأيت بقرا تذبح ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أنى أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة. وهذا الحديث

رواه البخاري ومسلم جميعا عن أبى كريب عن أبى أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبى بردة عن أبى بردة عن أبى موسى الأشعري عن النبي قال «رأيت في المنام أنى أهاجر من مكة الى أرض بها نخل فذهب وهلى الى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أنى هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الّذي أتانا بعد يوم بدر»

وقال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا الأصم أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرنى ابن أبى الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: تعقل رسول الله سيفه ذا الفقار يوم بدر قال ابن عباس وهو الّذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وذلك ان رسول الله لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا نخرج يا رسول الله اليهم نقاتلهم بأحد ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر فما زالوا برسول الله حتى لبس أداته ثم ندموا وقالوا يا رسول الله أقم فالرأي رأيك.

فقال لهم ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد ما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه. قال وكان قال لهم يومئذ قبل أن يلبس الاداة انى رأيت أنى في درع حصينة فأولتها المدينة وأنى مردف كبشا

<<  <  ج: ص:  >  >>