للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوّلته كبش الكتيبة ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم ورأيت بقرا يذبح فبقر والله خير» رواه الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه به.

وروى البيهقي من طريق حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أنس مرفوعا قال: رأيت فيما يرى النائم كأنى مردف كبشا وكأن ضبة سيفي انكسرت فأولت أنى أقتل كبش القوم وأولت كسر ضبة سيفي قتل رجل من عترتي. فقتل حمزة وقتل رسول الله طلحة وكان صاحب اللواء. وقال موسى بن عقبة ورجعت قريش فاستجلبوا من أطاعهم من مشركي العرب وسار أبو سفيان بن حرب في جمع قريش وذلك في شوال من السنة المقبلة من وقعة بدر حتى نزلوا ببطن الوادي الّذي قبلىّ أحد وكان رجال من المسلمين لم يشهدوا بدرا قد ندموا على ما فاتهم من السابقة وتمنوا لقاء العدو ليبلوا ما أبلى إخوانهم يوم بدر فلما نزل أبو سفيان والمشركون بأصل أحد فرح المسلمون الذين لم يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم وقالوا: قد ساق الله علينا أمنيتنا ثم

ان رسول الله أرى ليلة الجمعة رؤيا فأصبح فجاءه نفر من أصحابه فقال لهم «رأيت البارحة في منامي بقرا تذبح والله خير ورأيت سيفي ذا الفقار انقصم من عند ظبته. أو قال: به فأول فكرهته وهما مصيبتان ورأيت أنى في درع حصينة وأنى مردف كبشا». فلما أخبرهم رسول الله برؤياه، قالوا:

يا رسول الله، ماذا أولت رؤياك؟ قال: أولت البقر الّذي رأيت بقرا فينا وفي القوم وكرهت ما رأيت بسيفي. ويقول رجال كان الّذي رأى بسيفه الّذي أصاب وجهه فان العدو أصاب وجهه يومئذ وقصموا رباعيته وخرقوا شفته يزعمون أن الّذي رماه عتبة بن أبى وقاص وكان البقر من قتل من المسلمين يومئذ. وقال أوّلت الكبش أنه كبش كتيبة العدو يقتله الله وأوّلت الدرع الحصينة المدينة فامكثوا واجعلوا الذراري في الآطام فان دخل علينا القوم في الازقة قاتلناهم ورموا من فوق البيوت وكانوا قد سكوا أزقة المدينة بالبنيان حتى [صارت] كالحصن. فقال الذين لم يشهدوا بدرا:

كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله فقد ساقه الله إلينا وقرب المسير وقال رجل من الأنصار: متى نقاتلهم يا رسول الله إذا لم نقاتلهم عند شعبنا؟ وقال رجال ماذا نمنع إذا لم تمنع الحرب بروع؟ وقال رجال قولا صدقوا به ومضوا عليه منهم حمزة بن عبد المطلب قال: والّذي أنزل عليك الكتاب لنجادلنهم.

وقال نعيم بن مالك بن ثعلبة وهو أحد بنى سالم: يا نبي الله لا تحرمنا الجنة فو الّذي نفسي بيده لأدخلنها. فقال له رسول الله : بم؟ قال: بأنى أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف. فقال له رسول الله : صدقت. واستشهد يومئذ. وأبى كثير من الناس إلا الخروج الى العدو ولم يتناهوا الى قول رسول الله ورأيه ولو رضوا بالذي أمرهم كان ذلك ولكن غلب القضاء والقدر وعامة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا قد علموا الّذي سبق

<<  <  ج: ص:  >  >>