لا نؤتين من قبلك. وسيأتي شاهد هذا في الصحيحين ان شاء الله تعالى. قال ابن إسحاق وظاهر رسول الله ﷺ بين درعين يعنى لبس درعا فوق درع ودفع اللواء الى مصعب بن عمير أخى بنى عبد الدار قلت وقد رد رسول الله ﷺ جماعة من الغلمان يوم أحد فلم يمكنهم من حضور الحرب لصغرهم منهم عبد الله بن عمر كما ثبت في الصحيحين قال عرضت على النبي ﷺ يوم أحد فلم يجزنى وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازنى وكذلك رد يومئذ أسامة بن زيد وزيد بن ثابت والبراء بن عازب وأسيد بن ظهير وعرابة بن أوس بن قيظى ذكره ابن قتيبة وأورده السهيليّ، وهو الّذي يقول فيه الشماخ:
إذا ما راية رفعت لمجد … تلقاها عرابة باليمين
ومنهم ابن سعيد بن خيثمة ذكره السهيليّ أيضا وأجازهم كلهم يوم الخندق وكان قد رد يومئذ سمرة بن جندب ورافع بن خديج وهما ابنا خمس عشرة سنة فقيل يا رسول الله ان رافعا رام فأجازه فقيل يا رسول الله فان سمرة يصرع رافعا فأجازه.
قال ابن إسحاق ﵀ وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فرس قد جنبوها فجعلوا على ميمنة الخليل خالد بن الوليد وعلى ميسرتها عكرمة بن أبى جهل بن هشام وقال رسول الله ﷺ: من يأخذ هذا السيف بحقه فقام اليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام اليه أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بنى ساعدة فقال وما حقه يا رسول الله؟ قال أن تضرب به في العدو حتى ينحنى. قال أنا آخذه يا رسول الله بحقه فأعطاه إياه. هكذا ذكره ابن إسحاق منقطعا. وقد
قال الامام أحمد حدثنا يزيد وعفان قالا حدثنا حماد هو ابن سلمة أخبرنا ثابت عن النبي أن رسول الله ﷺ أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف فأخذ قوم فجعلوا ينظرون اليه فقال من يأخذه بحقه فأحجم القوم فقال أبو دجانة سماك: أنا آخذه بحقه. فأخذه ففلق به هام المشركين ورواه مسلم عن أبى بكر عن عفان به. قال ابن إسحاق وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب وكان له عصابة حمراء يعلم بها عند الحرب يعتصب بها فيعلم أنه سيقاتل، قال فلما أخذ السيف من يد رسول الله ﷺ أخرج عصابته تلك فاعتصب بها ثم جعل يتبختر بين الصفين
قال:
فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بنى سلمة قال:
قال رسول الله ﷺ حين رأى أبا دجانة يتبختر: انها لمشية يبغضها الله الا في مثل هذا الموطن. قال ابن إسحاق وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بنى عبد الدار يحرضهم على القتال: يا بنى عبد الدار قد وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وانما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا فاما أن تكفونا لواءنا واما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه فهموا به وتواعدوه وقالوا: نحن نسلم إليك لواءنا! ستعلم غدا إذا التقيا كيف نصنع. وذلك الّذي أراد أبو سفيان. قال فلما التقى الناس ودنا بعضهم من