سببا لها من غير جهة البنوة بالإجماع. وكذا إذا كان معتقا أو حاكما، فأما محض البنوة فلا يلي بها عقد النكاح عند الشافعيّ وحده وخالفه الثلاثة أبو حنيفة ومالك وأحمد ﵏. ولبسط هذا موضع آخر يذكر فيه وهو كتاب النكاح من الأحكام الكبير إن شاء الله
قال الامام أحمد: حدّثنا يونس حدثنا ليث يعنى ابن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن الهاد عن عمرو بن أبى عمرو عن المطلب عن أم سلمة قالت: أتانى أبو سلمة يوما من عند رسول الله ﷺ فقال: لقد سمعت من رسول الله ﷺ قولا سررت به، قال:«لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهمّ آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا فعل به». قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلما توفى أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهمّ آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - ثم رجعت الى نفسي فقلت: من أين لي خير من أبى سلمة؟ فلما انقضت عدتى استأذن عليّ رسول الله ﷺ وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فحطبنى الى نفسي، فلما فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما بى أن لا تكون بك الراغبة، ولكنى امرأة بى غيرة شديدة فأخاف أن ترى منى شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال. فقال: أما ما ذكرت من الغيرة فسيذهبها الله عنك، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابنى مثل الّذي أصابك، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي، فقالت: فقد سلمت لرسول الله ﷺ. فقالت أم سلمة:
فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله ﷺ. وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن عمر بن أبى سلمة عن أمه أم سلمة عن أبى سلمة به. وقال الترمذي حسن غريب. وفي رواية النسائي عن ثابت عن ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه. ورواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحيّ عن أبيه عن عمر بن أبى سلمة به.
وقال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله ﷺ يعنى من بدر الموعد - راجعا الى المدينة فأقام بها حتى مضى ذو الحجة وولى تلك الحجة المشركون وهي سنة أربع. وقال الواقدي: وفي هذه السنة يعنى سنة أربع أمر رسول الله ﷺ زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب يهود. قلت: فثبت عنه في الصحيح أنه قال تعلمته في خمسة عشر يوما والله أعلم