للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخندق وقال:

بسم الله وبه هدينا … ولو عبدنا غيره شقينا

يا حبذا ربّا وحبّ دينا

وهذا حديث غريب من هذا الوجه.

وقال الامام أحمد حدثنا سليمان حدثنا شعبة عن معاوية ابن قرة عن أنس ان رسول الله قال وهم يحفرون الخندق: «اللهمّ لا خير الا خير الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة» وأخرجاه في الصحيحين من حديث غندر عن شعبة قال ابن إسحاق وقد كان في حفر الخندق أحاديث بلغني من الله فيها عبرة في تصديق رسول الله وتحقيق نبوته، عاين ذلك المسلمون. فمن ذلك ان جابر بن عبد الله كان يحدث انه اشتدت عليهم في بعض الخندق كدية، فشكوها الى رسول الله فدعا بإناء من ماء فتفل فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به، ثم نضح الماء على تلك الكدية، فيقول من حضرها: فو الّذي بعثه بالحق لا نهالت حتى عادت كالكثيب ما تردّ فأسا ولا مسحاة. هكذا ذكره ابن إسحاق منقطعا عن جابر بن عبد الله . وقد

قال البخاري حدثنا خلاّد بن يحيى حدثنا عبد الواحد ابن أيمن عن أبيه قال: أتيت جابرا فقال انا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: أنا نازل. ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت يا رسول الله ائذن لي الى البيت، فقلت لامرأتى رأيت بالنبيّ شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ قالت عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج فقلت طعيّم لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان. قال كم هو؟ فذكرت له، فقال كثير طيب، قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتى، فقال قوموا فقام المهاجرون والأنصار. فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت هل سألك؟ قلت نعم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمّر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرّب الى أصحابه، ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال: كلى هذا وأهدى، فان الناس أصابتهم مجاعة. تفرد به البخاري. وقد رواه الامام أحمد عن وكيع عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أيمن الحبشي مولى بنى مخزوم عن جابر بقصة الكدية وربط الحجر على بطنه الكريم.

ورواه البيهقي في الدلائل عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بقصة الكدية والطعام وطوله أتم من رواية البخاري قال فيه: لما علم النبي بمقدار الطعام قال للمسلمين جميعا قوموا الى جابر فقاموا، قال فلقيت من

<<  <  ج: ص:  >  >>