للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحياء ما لا يعلمه إلا الله وقلت جاءنا بخلق على صاع من شعير وعناق. ودخلت على امرأتي أقول:

افتضحت جاءك رسول الله بالخندق أجمعين، فقالت: هل كان سألك كم طعامك؟ قلت:

نعم. فقالت الله ورسوله أعلم. قال فكشفت عنى غما شديدا، قال فدخل رسول الله فقال خدمي ودعينى من اللحم. وجعل رسول الله يثرد ويغرف اللحم ويخمر هذا ويخمر هذا فما زال يقرب الى الناس حتى شبعوا أجمعين ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا، ثم قال رسول الله كلى واهدى فلم تزل تأكل وتهدى يومها. وقد رواه كذلك أبو بكر بن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر به وأبسط أيضا، وقال في آخره: وأخبرنى أنهم كانوا ثمانمائة أو قال ثلاثمائة. وقال يونس بن بكير عن هشام بن سعد عن أبى الزبير عن جابر. فذكر القصة بطولها في الطعام فقط وقال وكانوا ثلاثمائة. ثم

قال البخاري:

حدّثنا عمرو بن على حدثنا أبو عاصم حدثنا حنظلة بن أبى سفيان عن أبى الزبير حدثنا ابن ميناء سمعت جابر بن عبد الله قال: لما حفر الخندق رأيت من النبي خمصا فانكفأت الى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإنّي رأيت برسول الله خمصا شديدا. فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها فطحنت ففرغت الى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت الى رسول الله فقالت لا تفضحني برسول الله وبمن معه، فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحت بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك. فصاح رسول الله فقال:

يا أهل الخندق ان جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم، فقال رسول الله لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء. فجئت وجاء رسول الله يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك. فقلت قد فعلت الّذي قلت. فأخرجت لنا عجينا فبسق فيه وبارك ثم عمد الى برمتنا فبسق وبارك ثم قال: ادع خبازة فلتخبز معك واقدحى من برمتك ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لا كلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط كما هي وان عجيننا كما هو. ورواه مسلم عن حجاج بن الشاعر عن أبى عاصم به نحوه. وقد

روى محمد بن إسحاق هذا الحديث وفي سياقه غرابة من بعض الوجوه فقال حدثني سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله قال: عملنا مع رسول الله في الخندق وكانت عند شويهة غير جد سمينة قال فقلت والله لو صنعناها لرسول الله قال وأمرت امرأتي فطحنت لنا شيئا من شعير فصنعت لنا منه خبزا وذبحت تلك الشاة فشويناها لرسول الله فلما أمسينا وأراد رسول الله الانصراف عن الخندق قال وكنا نعمل فيه نهارا فإذا أمسينا رجعنا الى أهالينا فقلت يا رسول الله انى قد صنعت لك شويهة كانت عندنا وصنعنا معها شيئا من خبز هذا الشعير فانا أحب أن تنصرف معى الى منزلي قال وانما أريد أن ينصرف معى رسول الله وحده. قال فلما أن قلت ذلك قال نعم ثم أمر صارخا فصرخ أن

<<  <  ج: ص:  >  >>