للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انصرفوا مع رسول الله الى بيت جابر بن عبد الله. قال قلت ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾. قال فاقبل رسول الله وأقبل الناس معه فجلس وأخرجناها اليه قال فبرّك وسمى الله تعالى ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس حتى صدر أهل الخندق عنها. والعجب أن الامام احمد انما رواه من طريق سعيد بن ميناء عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عنه عن جابر مثله سواء.

قال محمد بن إسحاق وحدثني سعيد بن ميناء أنه قد حدث أن ابنة لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت دعتني أمى عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي ثم قالت أي بنية اذهبي الى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما. قالت فأخذتها وانطلقت بها فمررت برسول الله وأنا ألتمس أبى وخالي فقال تعالى يا بنية ما هذا معك قالت قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي الى أبى بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغدّيانه. فقال هاتيه قالت فصببته في كفى رسول الله فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق أن هلم الى الغداء. فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وانه ليسقط من أطراف الثوب. هكذا رواه ابن إسحاق وفيه انقطاع، وهكذا رواه الحافظ البيهقي من طريقه ولم يزد.

قال ابن إسحاق: وحدثت عن سلمان الفارسي أنه قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت عليّ صخرة ورسول الله قريب منى فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان عليّ نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى قال ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى قال قلت بأبي أنت وأمى يا رسول الله ما هذا الّذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب؟ قال: أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟ قال قلت: نعم. قال: أما الاولى فان الله فتح عليّ باب اليمن وأما الثانية فان الله فتح عليّ باب الشام والمغرب وأما الثالثة فان الله فتح على بها المشرق. قال البيهقي: وهذا الّذي ذكره ابن إسحاق قد ذكره موسى بن عقبة في مغازيه، وذكره أبو الأسود عن عروة ثم روى البيهقي من طريق محمد بن يونس الكديمي وفي حديثه نظر. لكن

رواه ابن جرير في تاريخه عن محمد بن بشار وبندار (١) كلاهما عن محمد بن خالد بن عثمة عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده فذكر حديثا فيه أن رسول الله خطّ الخندق بين كل عشرة أربعين ذراعا قال: واحتقّ المهاجرون والأنصار في سلمان فقال رسول الله سلمان منا أهل البيت قال عمرو بن عوف فكنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرّن وستة من الأنصار في أربعين ذراعا فحفرنا حتى إذا بلغنا الندى ظهرت لنا صخرة بيضاء مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا، فذهب سلمان الى رسول الله وهو في قبة تركية، فأخبره عنها فجاء


(١) وفي نسخة اخرى من ابن كثير (وشداد). والّذي في تاريخه ابن جرير من رواية محمد بن بشار وحده عن محمد بن خالد بن عثمة

<<  <  ج: ص:  >  >>