للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسول الله والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذ أتانا آت فقلت يا حسان ان هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وانى والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود وقد شغل رسول الله وأصحابه فانزل اليه فأقتله. قال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن اليه فضربته بالعمود حتى قتلته فلما فرغت منه رجعت الى الحصن فقلت يا حسان انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني من سلبه الا انه رجل. قال ما لي بسلبه حاجة يا ابنة عبد المطلب.

قال موسى بن عقبة وأحاط المشركون بالمسلمين حتى جعلوهم في مثل الحصن من كتائبهم فحاصروهم قريبا من عشرين ليلة وأخذوا بكل ناحية حتى لا يدرى أتم أم لا قال ووجهوا نحو منزل رسول الله كتيبة غليظة فقاتلوهم يوما الى الليل فلما حانت صلاة العصر دنت الكتيبة فلم يقدر النبي ولا أحد من أصحابه الذين كانوا معه أن يصلوا الصلاة على نحو ما أرادوا فانكفأت الكتيبة مع الليل فزعموا ان رسول الله قال شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله بطونهم وقلوبهم وفي رواية وقبورهم نارا. فلما اشتد البلاء نافق ناس كثير وتكلموا بكلام قبيح فلما رأى رسول الله ما بالناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم

ويقول «والّذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة وانى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا وأن يدفع الله الىّ مفاتيح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله» وقد

قال البخاري: حدّثنا إسحاق حدّثنا روح حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة عن عليّ عن النبي أنه قال يوم الخندق «ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس» وهكذا رواه بقية الجماعة إلا ابن ماجة من طرق عن هشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن عبيدة عن على به ورواه مسلم والترمذي من طريق سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أبى حسان الأعرج عن عبيدة عن على به وقال الترمذي حسن صحيح. ثم

قال البخاري حدثنا المكىّ بن إبراهيم حدثنا هشام عن يحيى عن أبى سلمة عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش وقال: يا رسول الله ما كدت أن أصلى حتى كادت الشمس أن تغرب قال النبي والله ما صليتها فنزلنا مع رسول الله بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلّى بعدها المغرب. وقد رواه البخاري أيضا ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة به

وقال الامام احمد حدثنا عبد الصمد حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس قال قاتل النبي عدوا فلم يفرغ منهم حتى أخر العصر عن وقتها فلما رأى ذلك قال «اللهمّ من حبسنا عن الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>