للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم ولولا عهد رسول الله إليّ لا تحدث شيئا حتى تأتينى لقتلته بسهم. قال حذيفة: فرجعت الى رسول الله وهو قائم يصلى في مرط لبعض نسائه مرحّل فلما رآني أدخلنى الى رجليه وطرح عليّ طرف المرط ثم ركع وسجد وانى لفيه، فلما سلّم أخبرته الخبر. وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين الى بلادهم، وهذا منقطع من هذا الوجه. وقد

روى هذا الحديث مسلم بن الحجاج في صحيحه من حديث الأعمش عن إبراهيم ابن يزيد التيمي عن أبيه قال: كنا عند حذيفة فقال له رجل: لو أدركت رسول الله قاتلت معه وأبليت، فقال له حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ألا رجل يأتينى بخبر القوم يكون معى يوم القيامة؟ فلم يجبه منا أحد، ثم الثانية ثم الثالثة مثله. ثم قال: يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم، فلم أجد بدّا إذ دعاني باسمي أن أقوم، فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ. قال فمضيت كأنما أمشى في حمّام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلّى ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد قوسى وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله : لا تذعرهم عليّ، ولو رميته لأصبته، فرجعت كأنما أمشى في حمام فأتيت رسول الله فأصابنى البرد حين رجعت وقررت فأخبرت رسول الله وألبسنى من فضل عباءة كانت عليه يصلى فيها فلم أبرح نائما حتى الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله : قم يا نومان! وقد

روى الحاكم والحافظ البيهقي في الدلائل هذا الحديث مبسوطا من حديث عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي عن عبد العزيز ابن أخى حذيفة قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول الله فقال جلساؤه: أما والله لو كنا شهدنا ذلك لكنا فعلنا وفعلنا فقال حذيفة لا تمنّوا ذلك لقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافّون قعود وأبو سفيان ومن معه فوقنا وقريظة اليهود أسفل منا نخافهم على ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد ريحا منها في أصوات ريحها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحدنا إصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النبي ويقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له ويأذن لهم ويتسللون ونحن ثلاثمائة ونحو ذلك إذ استقبلنا رسول الله رجلا رجلا حتى أتى عليّ وما عليّ جنة من العدو ولا من البرد إلا مرط لامرأتى ما يجاوز ركبتي قال: فأتانى وأنا جاث على ركبتي فقال: من هذا؟ فقلت حذيفة فقال حذيفة! فتقاصرت للأرض فقلت: بلى يا رسول الله كراهية أن أقوم فقمت فقال انه كائن في القوم خبر فأتنى بخبر القوم. قال: وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا قال: فخرجت فقال رسول الله «اللهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته» قال فو الله

<<  <  ج: ص:  >  >>