للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم الماء وهم عطاش فابعث اليهم الساعة. فقال «يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح» ثم رجعنا وردفنى رسول الله على ناقته حتى قدمنا المدينة. وهكذا رواه مسلم عن قتيبة به ورواه البخاري عن أبى عاصم السهلي عن يزيد بن أبى عبيدة عن مولاه سلمة بنحوه

وقال الامام أحمد حدّثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: قدمنا المدينة زمن الحديبيّة مع رسول الله فخرجت أنا ورباح غلام النبي بظهر رسول الله وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله أريد أن أنديه مع الإبل فلما كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله فقتل راعيها وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس فالحقه بطلحة وأخبر رسول الله أنه قد أغير على سرحه. قال: وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات:

يا صباحاه! قال: ثم اتبعت القوم معى سيفي ونبلى فجعلت أرميهم وأعقر بهم وذلك حين يكثر الشجر فإذا رجع إلى فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل إلى فارس إلا عقرت به فجعلت أرميهم وأنا أقول:

أنا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع

قال: فالحق برجل منهم فارميه وهو على راحلته فيقع سهمي في الرجل حتى انتظم كتفه فقلت

خذها وانا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع

فإذا كنت في الشجر أحرقتهم بالنبل فإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل فرديتهم بالحجارة فما زال ذاك شأنى وشأنهم اتبعهم وارتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر رسول الله إلا خلفته وراء ظهري فاستنقذته من أيديهم ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها ولا يلقون من ذلك شيئا إلا جعلت عليه حجارة وجمعته على طريق رسول الله حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري مددا لهم وهم في ثنيّة ضيقة ثم علوت الجبل فأنا فوقهم فقال عيينة ما هذا الّذي أرى؟ قالوا لقينا من هذا البرح ما فارقنا بسحر حتى الآن وأخذ كل شيء بأيدينا وجعله وراء ظهره. فقال عيينة لولا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، ليقم اليه نفر منكم. فقام اليه نفر منهم أربعة فصعدوا في الجبل فلما أسمعتهم الصوت قلت أتعرفونني قالوا ومن أنت قلت أنا ابن الأكوع والّذي كرم وجه محمد لا يطلبني رجل منكم فيدركنى ولا أطلبه فيفوتني. فقال رجال منهم ان أظن. قال فما برحت مقعدي ذلك حتى نظرت الى فوارس رسول الله يخللون الشجر وإذا أولهم الاخرم الأسدي وعلى أثره ابو قتادة فارس رسول الله وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي فولى المشركون مدبرين وأنزل من الجبل

<<  <  ج: ص:  >  >>